لماذا لا يريد مقتدى الصدر ان يهدم المعبد فوق رؤوس الجميع؟

العراق اليوم – بغداد : ( خاص)

يوماً بعد أخر تتسع شهية المحللين السياسيين ورجال الاعلام، ووكالات الانباء على اختراع سيناريوهات محتملة ومتوقعة ومتخيلة عما سيفعله مقتدى الصدر من خطوة بعد سلسلة من الخطوات المتتابعة التي انتهت به الى سحب قوته النيابية، واعلان توقفه عن نضال تشكيل حكومة اغلبية مع الاطراف السنية والكردية، وعزل كل القوى الشيعية خارج قوس حكومته المأمولة.

أنتهت خطوات الصدر ولم تنتهِ كما يرى مراقبون، فهو من النوع الذي لا يريد ان يغادر المشهد السياسي ليتفرغ الى تلقي دروسه الدينية في مدارس النجف الدينية التقليدية، ولا يريد ان ينزع عنه ثوب السياسة في ظل تنامي نفوذه في الدولة العراقية، لاسيما بعد رحيل خصمه وغريمه التقليدي نوري المالكي في العام 2014.

فماذا سيفعل الصدر أذن؟

هذا هو السؤال الأكثر اثارةً في عراق ملتهب مع اجواء تموز، الذي اختار الصدر منتصفه ليجمع انصاره في مدينة ( الثورة) المدينة التي انشأها مفجر ثورة 14 تموز 1958، وأحد أهم بناة الجمهورية في عراق القرن العشرين، فهل كان اختيار الموعد اعتباطياً، أم أن الصدر يريدها ثورة أخرى، لكنها ثورة من نوع أخر، أنه ثورة يقودها رجل دين تقليدي!.

البعض يرى أن الصدر بدعوته لتجميع انصاره من المحافظات الجنوبية الفقيرة، يريد أن يبرر لهم اسباب انسحابه اتقاءً لأية ردود افعال قد تصدر عنهم، حين ينجح خصومه في الأطار التنسيقي بتأليف وزارة خالية من أي موالِ للتيار، وهو ما سيشكل صدمة كبرى لهذه الجماهير التي تمتعت لفترة ليست بالقليلة بالامتيازات التي حصدها التيار عبر تغلغله بالوزارات ومؤسسات الحكومة.

فيما يقول من يراقب المشهد من المحللين السياسيين، أن " الصدر لن يذهب بخياراته الى مديات راديكالية خطرة، هو اعتاد ان يوصل الأمور الى حافة الهاوية، لكنه يستخدم هذا كتكتيك فحسب، فهو لا يريد أن يهد المعبد فوق رؤوس الجميع، فمستقبل أي عملية سياسية جديدة في البلاد، ستتجه الى عزل كل القوى القديمة والتي شاركت في حكومات ما بعد صدام حسين، فهل يضمن الصدر أن يكون هو وتياره بمنأى عن هذا، ليس الأمر مضموناً على أية حال".

اذن، ماذا يملك الصدر من أوراق ؟

السؤال مهم، الاجابة عنه لربما تختزلها عبارات الصدر ذاته التي رددها خلال لقائه مع نواب كتلته النيابية المستقيلين، حين اشار لهم الى أنهم سيكونون خياره المفضل في أية انتخابات مستقبلية، وهذا يعني أن الرجل يريد أن تذهب الأمور الى خيار انتخابات اخرى بديلة عن هذه، عسى أن يكسب المزيد من الحضور في المجلس النيابي الجديد، ويضمن حلفائه مقاعداً اكبر مما حققوه، وهو ما سيمكنه من تجاوز عقدة الثلث المعطل، ويمضي بمشروعه الذي سينتهي بعزل القوى التقليدية عن الحكم في بغداد.

علق هنا