العراقيون منقسمون بشأن زيارة الكاظمي للرياض وطهران: نريد رئيس وزراء قوي لا (بوسطجي) بين الدول!

بغداد- العراق اليوم:

فيما رأى مواطنون ومعلقون على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مختلف وسائل التعبير المفتوحة أن زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لكل من السعودية وإيران في اطار جهوده المبذولة لتخفيض التوتر بين البلدين المتضادين، أنما هي خطوة جيدة من شأنها خدمة السلام الأقليمي، مما يؤثر على الداخل العراقي، فأن اخرين عارضوا مثل هذه الزيارات، مؤكدين أنها" ليست من واجبات رئيس الحكومة، إذ يمكن الاستعانة بخدمات الدوائر الدبلوماسية العاملة في البلاد ان اراد العراق فعلاً الوساطة".

وقال المواطن حميد عبد في تعليق على الزيارة، أنها " خطوة جيدة تهدف لابعاد شر التصارع على أرض العراق، وأيضاً قد تكون مدخلاً لانعكاسات ايجابية في شكل علاقة العراق بمحيطه الأقليمي والعربي".

فيما رأى المواطن زيد امجد أن " الزيارة ليست من مهام رئيس الوزراء العراقي، ويجب ان لا تتم بهذا العنوان المعلن الذي قد يقل كثيراً عن حجم وتأثير واسم العراق ورئيس وزرائه، فهل من مهام رئيس الوزراء نقل الرسائل بين البلدان، ولماذا لم نشاهد اي رئيس وزراء على مدى العقود الطويلة في العراق قام بمثل هذا الدور".

وأكد أن " الوساطة بين ايران والسعودية كانت تتم في عمان سابقاً، فلماذا تدخل العراق بهذه القوة، هل من اجل مصالحه الوطنية، أم ان لرئيس الوزراء الحالي بعداً شخصياً في الموضوع، اذ يريد ان يتحول لفاعل إيجابي مؤثر بين دولتين لهما حضورهما الداخلي في العراق، لاسيما الجانب الايراني، ولذلك نراه يريد ان يحصد ما زرعه خلال العامين الماضيين، والزيارة تأتي للتذكير بفضل عراقي، أو بالأحرى بفضل الكاظمي على كل من الرياض وطهران، لاسيما أنه انقذ الأخيرة من عزلة دولية خانقة، ولا يزال يعمل على كبح تأثيرات الصراع بينها وبين الأقطاب الخليجية".

فيما أشار عامر حبيب، وهو ناشط مدني، الى أن " دور الوساطات بين الدول أمر جيد جداً، لكن يجب ان يحصل من قبل شخصية متفرغة ذات بعد اعتباري او تاريخ سياسي سابق، مثلما فعل رئيس حكومة بريطانيا الأسبق توني بلير أكثر من مرة، أو كما فعل وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى، لا ان يقوم رئيس وزراء حالي في خضم الصراع والتنافس والتقاطع والوضع الداخلي المتأزم في العراق بمثل هذا الدور".

واشار الى أن " العمل على ملفات داخلية ومعالجتها يبدو اكثر فائدةً للعراقيين، الاْ اذا كان الأمر في إطار التحضير لدور شخصي، فعند ذلك سيختلف الوضع تماماً، ولذا لا يمكن ان نترجم الزيارة اكثر من بعدها الشخصي الواضح، سيما ان ايران قلقة جداً من تداعيات قمة الرياض المرتقبة والتي قد تنتهي بتكوين ناتو  عربي لمواجهتها، لذلك تبدو أنها بحاجة لتطمينات من نوع اخر، تقدم الكاظمي متطوعاً ليضعها امامها في زيارته هذه".

فيما رفضت ناشطة ومعلقة على مواقع التواصل تدعى علياء السراجي، تحول رئيس الوزراء بحسب قولها الى ساعي بريد او ناقل رسائل بين الدول، وقالت أن " العراق وزن لوحده، ويجب على هذه الدول ان تأتي هي لبغداد وتطلب منها المساعدة، لا ان نتبرع لها بوساطات قد ترفضها وتحرجنا".

وأشارت السراجي في تعليق غاضب الى أن " دور البوسطجي لا يليق بأي عراقي" بحسب تعبيرها، فما لالك برئيس الدولة؟

فيما وجد اخرون في رأيها تطرفاً، وأن الأمر لا يعدو كونه جزءاً من سياسة ناعمة يمارسها رئيس الوزراء العراقي للتأثير في قرارات دولتين سيكون لهما دور، وكلمة مهمة في مجريات الداخل العراقي في قابل الايام.

علق هنا