لأول مرة منذ اكثر من 30 عاما.. الجيش العراقي يطلق مناورات عسكرية مع الجيش السعودي وخبير: مقدمة لمنظومة دفاع عربية

بغداد- العراق اليوم:

تحت عنوان “الأشقاء العرب”، انطلقت مناورات سعودية عراقية مشتركة على الأراضي السعودية، بحادثة هي الأول منذ هجوم النظام السابق في العراق على الكويت في 2 أغسطس / آب 1990.

وأصدرت وزارة الدفاع العراقية بياناً علقت فيه على المناورات، بالقول: “إن قيادة الفرقة التاسعة من الجيش العراقي شاركت في تمارين المناورة البرية بين الجيشين السعودي والعراقي التي انطلقت في 13 يونيو (حزيران) الحالي، من مركز الأمير خالد بن سلطان لتمارين مركز القيادة، في شمال السعودية”.

وأوضحت الدفاع العراقية في بيانها: أن “المناورات تمت بمشاركة ضباط من الفرقة المدرعة التاسعة العراقية مع ضباط سعوديين على مدى 9 أيام، بهدف التدريب على التعامل مع منظومات القيادة والسيطرة بمختلف أنواعها، والتدريب على تطبيق إجراءات التدخل السريع للتعامل مع الأحداث”.

وبيّنت الوزارة أن هذه المناورات تهدف إلى تعزيز سبل التعاون وتبادل الخبرات والتجارب العسكرية بين الجيشين، وسبل تعزيز التعاون من أجل رفع مستوى الجاهزية القتالية لدى البلدين.

فيما قال قائد المنطقة الشمالية في الجيش السعودي، اللواء الركن صالح بن أحمد الزهراني: “إن التمرين يهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل التجارب العسكرية بين البلدين”.

وأوضح أن “المناورات تأتي ضمن الخطة التدريبية المجدولة التي تنفذها القوات المسلحة السعودية مع قوات الدول الصديقة والشقيقة، بهدف رفع مستوى الجاهزية القتالية، وتبادل الخبرات والتجارب العسكرية الناجحة”.

وحالياً تعد الفرقة التاسعة تعدّ من أقوى الفرق في الجيش العراقي، وكان لها دور مهم في الحرب على تنظيم “داعش”، والسيطرة على أغلب المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان في عام 2017، وتنتشر وحداتها حالياً في جبل سنجار على الحدود العراقية – السورية، والبصرة، وأطراف كركوك، وتتخذ من بغداد مقراً لها.

ومنذ غزو  صدام حسين، للكويت، توقفت العلاقات بين البلدين، وحتى بعد انهيار النظام العراقي و لم تعد العلاقات طبيعية، إلا أن خبراء اعتبروا أن السعودية حالياً تسعى لبناء علاقات مع العراق من أجل منظومة عربية موحدة.

ورأى خبراء أمنيين في هذه المناورات رسالة مهمة للدول الإقليمية، إذ قال الباحث في المجال الأمني جمال الطائي، إن “المناورات بين الجيشين العراقي والسعودي تعتبر تمهيداً لإنشاء منظومة الدفاع العربية”، مشيراً إلى أنه “بالإمكان أن تشكل السعودية والعراق بدايةً لتأسيس التحالف الإقليمي العربي الذي تدعمه الولايات المتحدة”.

من جانبه، قال الباحث في الشأن السياسي علي البيدر: “إنه من الممكن أن يحقق العراق استفادة من التعاون الأمني مع السعودية في تأمين الحدود المشتركة”، متوقعاً أن يكون العراق عنصراً مهماً في المنظومة الأمنية العربية والخليجية”.

ورأى البيدر، أن السعودية تسعى لتكون العراق بمستوى عالٍ من المسؤولية لدرء خطر ما قال عنهم جماعات مسلحة تقلق الطرفين، وداعش، فضلاً عن التهديدات الأخرى.

علق هنا