بغداد- العراق اليوم: كتب المحرر السياسي في ( العراق اليوم ): ان يظل العراق محايداً، وينجح في تحويل حياده الى إيجابي، فتلك هي المعجزة!، خصوصاً اذا ما تعلق الأمر بالصراع الأمريكي- الإيراني، ذلك الصراع المتفجر منذ ازيد من اربعة عقود متتالية، والذي اخذ بالتحول الى ما فوق الحرب الباردة، بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في العام 2018، بالإنسحاب من الاتفاقية الموقعة مع طهران، وإعلانه بوضوح شديد انه يقود جهوداً واضحة لاخضاع ايران، وان على حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية ان يحددوا موقفهم بوضوح من هذا الأمر. طبعاً، كان العراق وقتذاك حائراً في موازنة الضغوط الامريكية، وايضاً معادلة الإرادة الإيرانية التي تريد ان تجعل من العراق حليفاً لها في هذا الصراع. ولعل تداعيات مشهد هذا التنافس معروفة وواضحة من خلال تجليات ما حدث في الداخل العراقي خلال الاعوام التي تلت ذلك، حتى مجيء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى الحكم في ايار ٢٠٢٠، اذ عمد الرجل لبدء مشروع الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية وجدولة انسحابها من البلاد، وايضاً فتح منصات حوار ثنائية مع طهران، والرياض والقاهرة وعمان وابو ظبي وحتى انقرة وكل المحيط، وصولاً الى قمة بغداد التي نجح الكاظمي في تحويلها لنقطة تلاقي في المنتصف بين الغرماء الدوليين، وايضاً نجح في بلورة مشروع تصالحي تاريخي بين ايران والمملكة العربية السعودية، ولا تزال بغداد تستكمل فصوله بهدوء وثقة . هذا الجهد التحييدي الجبار، ما كان له ان ينجح لولا جهود مضنية بذلها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ونجح في اخراج العراق من عنق الزجاجة الذي حشر فيه، وتخليصه من التحول لساحة صراع واشتباك دولي. اذا لم يكن للكاظمي من فضل، سوى اخماد نار الحرب التي كان يتصاعد اوارها في الشرق الأوسط، فأنها تكفي ليسجل الرجل اسمه بين الزعماء التاريخيين الناجحين، فكيف والرجل طرز اسمه في سجل اكثر القادة الوطنيين عملاً وإخلاصاً وخدمةً لشعبه؟.
*
اضافة التعليق