باحث استراتيجي يرصد تطورات لافتة في القوات المسلحة العراقية خلال العامين الماضيين

بغداد- العراق اليوم:

كتب الباحث في شؤون الامن الوطني الدكتور حسين علاوي مقالاً استعرض فيه ابرز التطورات الحاصلة في بنية القوات المسلحة العراقية، والتطورات التي احدثها القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي خلال الفترة الماضية، وفيما يلي نص المقال:

 في يوم بهيج من أيام رمضان المبارك عقد مؤتمر المراجعة الفصلية لقيادة العمليات المشتركة والذي يجمع كل قدرات القوات المسلحة العراقية بكافة أسلحتها وقدراتها وامكانياتها العسكرية والاستخبارية والأمنية .

المؤتمر اشر تراجع مستويات الإرهاب في العراق بصورة كبيرة مقابل نمو قدرات القوات المسلحة العراقية في مجال البناء المؤسسي المشترك وخصوصاً خلية الاستهداف المشتركة التي تعمل بأسلوب جديد وبأشراف القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي .

التدريب وإعادة تنظيم القوات المسلحة العراقية بات واضحاً وخصوصاً بعد انتهاء المهام القتالية للتحالف الدولي والانتقال الى دور الاستشارة والمساعدة والتمكين وبالتالي انصرفت قيادة العمليات المشتركة الى وضع استراتيجية جديدة للعمل العسكري والأمني والاستخباري تقوم على البناء والشراكة والتكامل والتعاون المستمر وهذا ما اعطى دوراً كبيراً لقطاع الامن والدفاع في تطوير قدراته في مجال عمليات انفاذ القانون ومطاردة فلول التنظيم الإرهابي داعش ومواجهة الجماعات الخارجة عن القانون وخصوصاً في مجال المخدرات والطريق الطويل الذي تعمل به قواتنا الأمنية المشتركة لمواجهة افة المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود .

التحسن الكبير في عمليات المراجعة واستخلاص الدروس وتعزيز التعاون الدفاعي المشترك واستثمار القدرات الوطنية في مجال نقل الخبرات والتكنولوجيا الأمنية جعل من عمل القوات العراقية المشتركة ان تركز على الأداء النوعي نتيجة انخفاض تهديد الإرهاب والاهتمام بتطوير المنظومات الاستخبارية وقدراتها الفنية ومعالجة تحسين الاستخبارات البشرية مع الإفصاح من خلال ما تحدث عنه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للحاجة الى التشريعات القانونية للأجهزة الاستخبارية من خلال البرلمان العراقي .

القوة الجوية العراقية كانت موازية لقدرات العراق في مجال الدبابات والتي ساعدت كثيراً من ان تتحول سلة اهداف الوكالات الاستخبارية الى عمليات عسكرية فعالة بدرجة كبيرة بالإضافة الى زيادة قدرات الاستطلاع الجوي من خلال الطائرات اف 16 والطائرات العراقية الأخرى من جهة ، ومن جهة أخرى استخدام الطائرات المسيرة سكان ايكل وغيرها من الطائرات من جهة أخرى .

التطور الاخر هو السياج الحدودي العتيد على الحدود العراقية – السورية الذي وصل الى مراحل فعالة في استثماره من قبل قيادة العمليات المشتركة وبدعم من الموازنة الاتحادية عبر الحكومة العراقية من جهة ومن جهة أخرى ساهمت مساعدات عسكرية من التحالف الدولي في تطوير قدرات العراق في تحصين المسار الحدودي وتحصينه على الحدود مع سوريا .

كما ان تطور العلاقات وعمقها في ظل حكومة السيد الكاظمي بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة كجزء من منظومة الدفاع الوطني المشترك جعل ازدهار مراكز التنسيق الاستخباري والأمني واضحة جداً في هذا المسار .

كما ان توجيهات القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي التي ركزت على مسار التحول من عسكرة الدولة الى المجتمع الطبيعي الذي يهتم بالتعليم والصحة والخدمات سيسهم بتحول الدولة العراقية والاقتصاد الوطني نحو مسار جديد ، إضافة الى ضرورة مواجهة المخدرات واستهداف أبراج الطاقة والوقوف من قبل قواتنا الأمنية امام ظاهرة السلاح المنفلت والدكات العشائرية ، كما ان استثمار الجهد الهندسي والفني في دعم الاقتصاد العراقي وعمليات فرض القانون ذات الأثر الهادف لتعزيز الحدود الدولية للعراق وحماية المواطن والمحافظات والاقتصاد الوطني .

إن مواجهة الإرث السابق لتخلصات الوضع العراقي من السلاح خارج الدولة واستهداف سيادة العراق يتطلب من القوى السياسية العراقية التكاتف فيما بينها لدعم مسار بناء الدولة والتحول الكبير في حياة المجتمع ومتطلباته واسناد القوات العراقية المشتركة في ابعاد البلاد عن الصراعات الإقليمية والدولية .

 

علق هنا