بغداد- العراق اليوم: كشف مسؤول عراقي رفيع في بغداد، طلب عدم ذكر اسمه، أن حراكاً واسعاً لوزارة الخارجية العراقية ومستشارية الأمن الوطني بدأ منذ أيام "لبحث تصفية سجون داعش الخاضعة لسيطرة قسد". وأضاف أن العراق "فتح قنوات تواصل مع قسد عبر التحالف الدولي، من أجل تسلم مواطنيه الموجودين في هذه السجون. وهناك تحضيرات داخل العراق لتهيئة أماكن محصنة لهم. في المقابل، فإنه بحث مع الدول، التي يوجد أكبر عدد من مواطنيها في هذه السجون، عملية تسلمهم بسرعة ومحاكمتهم على أراضيها". وأكد أن بلاده "تخشى من سيناريو هروب كبير آخر، يسفر عنه فكاك المئات أو الآلاف منهم، ستكون وجهتهم الرئيسية العراق. وهذا يعني تهديداً مباشراً لحياة العراقيين وأمنهم". وتحدث المسؤول عن أن "عملية تسلم العراق مواطنيه ومحاكمتهم يجب أن تكون بادرة، لتُقدم باقي الدول على خطوة مماثلة. لكن حتى الآن، هناك مماطلة وتهرب من دول كثيرة، أبرزها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ودول أخرى من أوروبا الشرقية في هذا الملف، إضافة إلى دول عربية لها مواطنون في سجون قسد أيضاً". هذه المعلومات أكدها مسؤول عراقي آخر، قال، إن بلاده لم تتبلغ حتى الآن موقفاً واضحاً من التحالف الدولي بشأن أهمية حل أزمة الآلاف من معتقلي تنظيم "داعش" في الحسكة. وأضاف أن "وجودهم خطر حقيقي على العراق تحديداً، والتحالف طوال السنوات الماضية لم يشيد سجناً محكماً يمكن اعتباره آمناً وفرص فرار المعتقلين منه معدمة". وأكد أن "العراق يمتلك قاعدة بيانات مهمة بأسماء الموجودين في تلك السجون من العراقيين، وهناك إمكانية لنقلهم ومحاكمتهم. لكن يبقى التحدي الأكبر المتمثل بالمعتقلين من باقي الجنسيات الذين تتنصل دولهم من استلامهم". ولفت إلى أن أحد أسباب الحملة الأمنية التي نفذها جهاز مكافحة الإرهاب، قبل أيام، في عدد من السجون العراقية، من تفتيش وتحصين، يأتي ضمن الاستعدادات الأمنية والاحترازية لتسلم أفراد تنظيم "داعش" من سجون "قسد" في سورية. وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستشهد حملات جديدة مماثلة، إضافة إلى نقل وتفريق بعض قادة "داعش" بين السجون العراقية، وهذا الأمر سيتم بشكل دوري، لمنع أي تواصل مستمر بين هؤلاء القادة.
*
اضافة التعليق