بغداد- العراق اليوم: المصارع عدنان القيسي !! مازن الحيدري يعتبر جبر الخواطر واحدا من ارقى انواع السلوك الانساني ، وهو صفة حميدة يتصف بها النبلاء واصحاب القلوب الطيبة الذين يتعاطفون مع غيرهم من الناس في المواقف الصعبة ، وليس هناك محددات لطريقة او اسلوب جبر الخاطر ، فقد تصلح الابتسامة الصغيرة او النظرة الحنونة في رفع معنويات المقابل في لحظة ضعف أو وهن ، وقد تكون الكلمات الطيبة الصادقة مفتاحا لذلك او اي نوع آخر من المساعدات المادية التي تقع ضمن فقرة مد يد العون للاخرين من اجل جبر خواطرهم .. ومن المفيد الإشارة الى ان كل انسان وبغض النظر عن وضعه المادي يكون في لحظات او مواقف كثيرة بحاجة ماسة الى جبر خاطره !! كان تأثير المصارع الشهير عدنان القيسي عظيما على الشارع العراقي في بداية ظهوره عام ١٩٧٠ ، ووصل هذا التأثير الى حد انتشار المصارعة داخل بيوت العراقيين ومحاولة تطبيق الضربة العكسية التي كان يقضي بها على منافسيه بطريقة بهلوانية رائعة تجعل الجماهير تنفعل وتتفاعل معه الى ابعد من حدود الهتافات والتصفيق ، ويبدو ان لحظات الفوز والانتصار التي كان يحققها القيسي كانت تمنح الجمهور فرحاً غامراً وسعادة كبيرة اسهمت في جبر خواطرهم !! لكن الامر بالنسبة لي تحول الى كسرٍ في عظم الساعد الايسر حين خسرت نزال المصارعة مع زميل رحلة الدراسة سلام سليم !! مما قادني الامر وانا طفل صغير للذهاب الى ذلك الرجل القابع في دكان صغير في منطقة باب المعظم !! حيث نشط سوق (الحويشاوي ) خلال تلك الفترة بسبب انتشار المصارعة التي أسهمت في جبر خواطر الجمهور لكنها جعلتني ازور (المجبرجي ) لاكتشف مبكرا بأن اصلاح العظم المكسور وازالة آلامه المبرحة تعادل جبر الخاطر المكسور !! ١٩ كانون الثاني ٢٠٢٢
*
اضافة التعليق