بغداد- العراق اليوم: تمر اليوم الخميس، ذكرى اعدام الدكتاتور السابق صدام حسين فى 30 ديسمبر من سنة 2006، لكن ما الذى حدث بالضبط، هذا ما يرصده كتاب "استجواب الرئيس" لـ جون نكسون. يقول الكتاب تحت عنوان "شنق فى ظلام الليل": فى ديسمبر 2006 كنت فى مقر وكالة الاستخبارات المركزية مكلفا بترقب إعدام صدام. كان دورى لتولى المناوبة خلال عطلة نهاية الأسبوع وكان على أن أبلغ الطابق السابع عن أية تطورات. لكونى قد أمضيت وقتا طويلا مع صدام ويبدو أن مديري توقع أننى سأكون مهتما بعملية إعدامه، ولكن لم أكن مهتما. لم أكن متعاطفا مع صدام ولكن الإسراع بإعدامه بدا غير مناسب. كنت أتوقع أن محاكمته وتنفيذ عقوبته كانت ستتم بشكل مدروس ومنسق ورزين. فلم أكن مهيأ لما حدث، فقد أصابت الصدمة كلا ممن كانوا قد تابعوا مسيرة حياته العملية. وكانت حكومة نورى المالكي تكاد لا تصبر للتخلص من صدام، ولكن الحكومة الأمريكية قد توسلت العراقيين بتـأجيل الإعدام إلى ما بعد عيد الأضحى ظنا منها بأن تجاهل ذلك سيسئ إلى مشاعر المسلمين فى العراق وفى المنطقة، ولكن ما حدث هو أن السفير الأمريكى فى العراق زلماي خليل زاد ونائبه ديفيد ساترفيلد كانا خارج العراق لقضاء فترة أعياد الميلاد، وكانا قد أبلغا القائمة بأعمال السفير، مارجريت سكوبي، بعدم التوقيع على أى شيء يمكن اعتباره الضوء الأخضر لتنفيذ عملية الإعدام. ويبدو أن كلا من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع كان عليها أن توافق على نقل صدام إلى معتقله الأمريكي. كان صدام حسين قد ذكر مرارا أنه لا يخشى الموت وبدا مستسلما لمصيره، بل ربما كان الموت سيريحه، إذ كان يبدو غاضبا من احتجازه ومن الإذلال الذى تعرض إليه خلال محاكمته. كنت أتوقع أن إعدام صدام سينقل عبر التليفزيون لكونه سيعرض على العالم وللعراقيين بشكل خاص، بأنه مات وفق سلطة القانون، ولكن الذى تم بدلا عن ذلك هو أن التسليم تم فى الظلام بعد منتصف الليل لدى قيام مروحية أمريكية بنقل صدام من سجنه إلى مجمع تم فيه تسليمه إلى حكومة المالكي، ثم تم نقله بسرعة إلى سرداب أحد المبانى الحكومية العراقية.
*
اضافة التعليق