بغداد- العراق اليوم: قال تقرير صحفي تابعه العراق اليوم، انه ومنذ أكثر من شهرين، بدأت تتوالى بعض الأخبار في طرابلس اللبنانية عن اختفاء عدد من الشبان ما دون العشرين، أو قاصرين، ومعظمهم من منطقتي باب التبانة والقبة، ثم تبين تباعًا أنهم موجودون في العراق، وسط ظروف غامضة. وترجح المعطيات عن استدراجهم فرديًا وجماعيًا للانضواء في صفوف تنظيم داعش، فيما بعض ذويهم ممن تواصلت وسائل الإعلام معهم ، ينفون تجنيد أبنائهم مع داعش نفيًا قاطعًا. وقبل أيام، تناولت منصات التواصل الاجتماعي في طرابلس صورًا لشابين، ز.ع. و أ.ك.، قيل أنهما قُتلا في العراق، وأكد أقارب عائلتهما ذلك، بعد تلقيهما اتصالًا يؤكد نبأ مقتلهما، غير أن الجهات الرسمية في الجانب اللبناني لم تصدر أي معطيات في هذا الاطار. شهادة حيّة وحسب المعطيات الأولية، فإن أكثر من 30 شابًا من طرابلس توجهوا إلى العراق هربًا، عن طريق البرّ عبر سوريا، ما يعزز التساؤلات حول مسهّلي هذا الهروب، وعدم تتبعهم أو كشفهم من قبل الأجهزة الأمنية. وتواصلت "صحيفة لبنانية محلية" مع بعض ذوي الشبان الموجودين في العراق، وهم يعيشون ظروفًا مأسوية وقلقًا كبيرًا على مصير أبنائهم، بعد أن جرى تداول معلومات عن تجنيدهم بصفوف داعش للقتال في العراق. أم يوسف مرعب، من سكان القبة، تروي قصة ابنها ابراهيم (18 عاماً) المفقود في العراق، وهو كان تلميذًا في مهنية الميناء. فيوم الخميس في 27 تشرين الأول، حسب رواية الوالدة، استيقظت العائلة فجرَا ولم تجد ابراهيم في المنزل. وأخبرها شقيقه أنه ليس في سريره. فتشوا عليه من دون جدوى، ثم توجه أحدهم إلى مسجد قريب من المنزل للتأكد إن كان يصلي هناك، فلم يجدوه. ولدى محاولة الاتصال بهاتفه، وجدوه مقفلًا. ثم اتصلوا بهاتف صديقه أسامة عوض (19 عاماً) مرات عدة ولم يرد. علمًا أن هاتفه لم يكن مقفلًا لنحو 24 ساعة، وكان يظهر على الواتساب من دون إجابة أحد. ولاحقًا، تواصلوا مع أهل أسامة، وهم جيرانهم في القبة، وتفاجأوا بخبر اختفائه أيضًا في الوقت نفسه. تقول أم يوسف وهي تختنق بكاءً: "تواصلنا مع كل الأجهزة الأمنية، ووزعنا أسماءهما، وأعطينا إفاداتنا، ولم نصل إلى نتيجة أو مجرد خيط عن مكان تواجدهما". بقيت العائلة على هذه الحالة نحو 23 يومًا، إلى أن تلقت أم يوسف اتصالًا من رقم خارجي، تبين أن المتصل هو ابنها ابراهيم. وقال لها وهو يبكي أيضًا، وفقها: "أنا في العراق يا أمي، ما زلت حيًا، وأحاول العودة بأي ثمن". تمكنت أم يوسف من سؤاله فقط عن سبب رحيله، من دون أن يكمل إجابته، واقتصرت على الآتي: "اتصل بي أحد الأشخاص على الهاتف، وأخبرني أن اسمي مع صديقي مذكور بالتحقيقات بملف إرهاب، ونصحني بالهروب فورًا". انقطع الاتصال، ولم تتمكن أم يوسف منذ ذلك الحين من التواصل مع ابنها. ثم تواصل لاحقًا رفيقه مع عائلته، ونقلت عنهم تعبيره عن صدمته ووضعه المزري جدًا في العراق. غموض وقلق وواقع الحال، تثير قضية هؤلاء الشباب القلق حول الأوضاع شمالًا، وخصوصا في المناطق المهمشة، حيث يفتك انتشار المخدرات والسلاح بمئات القاصرين. ويتساءل كثيرون إن كان ثمة توجهًا لدى بعض الجهات في إثارة ملف الإرهاب والتجنيد مع تنظيمات مسلحة بأي ثمن، ولو بالدفع نحوه، لإحياء سيناريوهات السنوات السابقة في طرابلس، والتي ذهب ضحيتها آلاف الشباب وكلفت البلد غاليًا ناهيك عن تنميط طرابلس وصبغها بالتطرف. وفي حديث للصحيفة، يؤكد المحامي محمد صبلوح رواية اختفاء أكثر من 30 شابًا في طرابلس في أوقات متزامنة. وبعد أكثر من شهر، وفقه، بدأ الأهالي يتبلغون بوجود أبنائهم بالعراق. و"تواصلوا مع بعض الأجهزة الأمنية، لكنها لم تكن تملك معلومات عن رحيلهم". وقال: "من المثير جدًا أن يختفي هذا العدد من الشباب فجأة من دون مراقبة أمنية أو معطيات حولهم". داعيًا الأجهزة الأمنية والقضائي لاتخاذ التدابير السريعة والتواصل مع الجانب العراقي، ضبطًا لكل التداعيات السلبية لهذه القضية، فلعائلاتهم الحق بمعرفة مصير أبنائها".
*
اضافة التعليق