بغداد- العراق اليوم: بعد ان اكدت وكالات الانباء الايرانية المتنوعة، نبأ وصول قائد قوة القدس في الحرس الثوري الايراني اسماعيل قآآني، وعقده اجتماعات مع عدد من القيادات العراقية، وعلى رأسهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، فضلاً عن بعض الشخصيات العراقية الرفيعة. تساءلت اوساط سياسية وكذلك الشارع العراقي عن فحوى الزيارة والتوقيت، وهل تدخل ضمن الجهود الايرانية لخفض التصعيد الذي شهدته الساحة العراقية، ام انها محاولة لتدارك الخسائر المتتالية التي مني بها الجانب الايراني من خلال الاصطدام بالشرعية الدستورية، والموقف المحرج الذي وضعها فيه حلفاؤها ؟. كما تساءل الشارع عن توقيت الزيارة وهل هي استباق لموقف مرجعية النجف الاشرف التي قد تلعب دوراً حاسماً في معالجة هذه التطورات لاسيما وان المرجعية اعلنت رفضها وادانتها لعملية الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. حيث ان ايران باتت تستشعر ان موقفاً واضحاً من المرجعية الدينية العليا قد بات يلوح في الافق وقد ينهي حالة الاعتراضات التي تقوم بها بعض القوى الخاسرة. وتساءل الشارع ايضا عن مغزى هذه الزيارة المفاجئة، واذا ما كانت تأتي في سياق لملمة حلفاء ايران الذين بات التشظي والانقسام يهيم على اجوائهم، او قد تكون لطلب التهدئة من الحكومة العراقية على خلفية حادث الاغتيال، ومنع انزلاق الأمور الى صِدام مع الدولة، لن يكون فيه الخاسر الا الطرف المعتدي بكل تأكيد. مراقبون أكدوا ان الزيارة قد تأتي في اطار التعبير الايراني عن عدم وجود اعتراضات على تولي الكاظمي ولاية ثانية، لاسيما ان الكاظمي ابدى خلال توليه المنصب اتزاناً واضحاً، ولم يحسب على اي جهة اقليمية او دولية. حيث كان قريباً من الكل بمقدار مصلحة بلاده، وبعيداً عن الكل بمقدار مصلحة العراق، ولذا باتت ايران على قناعة تامة ان الرجل يمكن التعايش معه لولاية جديدة. اسئلة عديدة يتحدث بها العراقيون، وقد لا تتوفر الإجابات السريعة لكل هذه الاسئلة اليوم، لكن الأيام القليلة القادمة كفيلة بتوفير هذه الاجوبة.
*
اضافة التعليق