بغداد- العراق اليوم: تصريحات مثيرة للقلق تلك التي اطلقها قائد قوات التحالف الدولي في العراق وسوريا، الجنرال جون برينان، من كردستان العراق، حول تنظيم “داعش” الإرهابي الذي رأى انه ما زال يشكل تهديدا حقيقيا في العراق وسوريا. وهذا ما اثار الباحثين والمراقبين الذين قالوا ان هذه التصريحات يجب ان ينظر اليها بشكل عملي وحقيقي وجدي. حيث قال مستشار المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، اللواء الركن المتقاعد عماد علو، أن التصريحات ليست جديدة، حيث أن الأمريكان ومنذ الشروع في الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، وعمليات الضغط من أجل انسحاب أو إعادة تموضع القوات الأمريكية، منذ هذا التاريخ بدأت واشنطن في طرح فكرة عودة التنظيم إلى التأثير من جديد في الوضع الأمني، أو عودة عملياته الإرهابية. ويضيف”، في ظل تلك التصريحات الأمريكية كانت هناك عمليات تصعيد من قبل التنظيم في محاولة لترتيب صفوفه في العراق واستثمار مناطق الفراغ السكاني الممتدة من جبال حمرين في محافظة ديالى باتجاه صلاح الدين وكركوك وبادية الجزيرة وجنوب غرب محافظة نينوى، تلك المناطق قد تكون بعيدة عن الرصد والمراقبة لذا يستغلها تنظيم داعش كملاجىء ومعسكرات تدريب ومقرات قيادة وسيطرة، تنطلق من خلالها إلى بوابات المدن للقيام بعمليات قتالية عن طريق مفارز قليلة العدد، تستهدف في المقام الأول الوجهاء وعناصر الأمن وتفجير عبوات ناسفة وقنص. وتابع علو: “العمليات الأخيرة التي قام بها التنظيم تم استثمارها إعلاميا باعتبار أن التنظيم يشكل رقما في المشهد الأمني العراقي”، مشيرا إلى التقرير الصادر عن لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن الدولي في فبراير / شباط من العام الجاري 2021، أشار إلى التنظيم لا زال يمتلك أعداداً تقارب 10-12 ألف عنصر بين العراق وسوريا، علاوة على أرصدة مالية في عدد من البنوك في منطقة الشرق الأوسط. لكن التقرير لم يذكر ما هى تلك البنوك وفي أي البلدان، حيث يستخدم التنظيم تلك الأرصدة في تمويل عملياته الإرهابية ودعم خلاياه في مناطق متفرقة من العراق وسوريا، هذا بجانب ما يقوم به من عمليات ابتزاز واختطاف والحصول على فدية، فضلاً عن عمليات استثمار النفط وغيرها من الأمور التي تمكنه من تمويل عملياته. وأوضح مستشار المركز الأوروبي أن هناك عناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي، موجودون في معسكرات الاعتقال خاصة في سوريا، حيث يحتوي أحد المخيمات” مخيم الهول” على أكثر من 72 ألف شخص، هذا المخيم منذ عامين وحتى قبل ظهور “كوفيد19″، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن نيتها لإخلاء المخيم، وقد شكل هذا الأمر خطراً على العمق العراقي، حيث يحاول عناصر التنظيم الذين يغادرون هذا المخيم التسلل إلى الداخل العراقي، وما بين أسبوع وآخر يتم القبض على مجموعات منهم، وقبل الزيارة الأربعينية للإمام الحسين، تم القبض على مجموعة من الأشخاص يحملون مادة الت “تي إن تي” شديدة الإنفجار” علاوة على بعض الأسلحة، حيث كانت تلك المجموعة تستعد للهجوم على كربلاء، وهذه قطعاً كانت مؤشرا على أن المتسللين أتوا من سوريا باتجاه العراق، لدعم الخلايا الداعشية داخل البلاد.
*
اضافة التعليق