لمن سيصوت قرابة مليون منتسب امني عراقي في الانتخابات .. الكاظمي يحسم الجدل مبكراً

بغداد- العراق اليوم:

ظل التصويت الخاص، الدجاجة التي تبيض ذهباً لبعض الكتل، كون هذه الكتل كانت تحكم سطوتها على الاجهزة الامنية، او لديها نفوذ وتأثير عليها من خلال بعض القادة او التعيينات الجديدة، لكن هذا الموسم الانتخابي سيبدو مختلفاً تماماً عما سبقه، فهناك تعليمات مشددة وصارمة اصدرها القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الى القوات المسلحة والقوى الأمنية والتشكيلات كافة، تضمنت التوجه التام بضرورة ان يترك للمنتسب الخيار في اختيار من يراه مناسباً ضمن حقه الدستوري والوطني، وأن يصوت الناخب ( العسكري – الامني) بحرية دون أن يتعرض الى أي ضغوط من مرؤوسيه او قياداته العليا، فهذا الحق السياسي الذي يمارسه المنتسب هو جزء من حقوقه المدنية، والتي لا يجب ان تؤثر على نشاطه وعمله المهني المستقل.

كما ان توجيهات الكاظمي الشديدة الصرامة كانت تمنع بشكل واضح وجازم استخدام اي اجراء امني في الظاهر، وهو في باطنه يهدف لاعاقة عمليات التصويت او ابطائها، او اغلاق الطرق المؤدية الى مراكز الاقتراع العام، أو ممارسة اي ضغط أمني على الناخبين بهدف تغيير قناعاتهم، أو فرض توجهات معينة عليهم.

هذا التوجه الحكومي الجديد، هو الحالة الأولى التي يسجلها العراق في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية المتتالية، فلأول مرة يقف القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء، محايداً تاركاً المنازلة والتنافس للقوى السياسية بمختلف تنوعاتها، بينما حصر مهمته في اداء ادق اجراءات شفافة لضمان صوت الناخبين والتعبير عن إرادتهم الحرة بشكل آمن.

هذا المنهج الاستقلالي وهذه التوجيهات الشديدة كما قلنا اعطت الضوء الأخضر، والامان للكثير من المترددين او المقاطعين الذي بدؤوا في اعادة النظر بخياراتهم، لاسيما ان الفرصة مؤاتية لاحداث تغيير نوعي في العراق، وقد يؤسس لمرحلة جديدة شعارها الاستقرار والتنمية والعمل، ويطوي البلد صفحات الأزمات والاضطرابات المتتالية.

علق هنا