بغداد- العراق اليوم: بشكل حاسم ومنظم يقترب الصدريون من خوض اهم منافسة انتخابية في تاريخ هذه الحركة السياسية الأوسع انتشاراً في العراق، والاكثر استحقاقا للفوز بحسب مراقبين يرون انها الوحيدة القادرة على تغيير موازين القوى الوطنية، ولعب ادوار فاصلة في تاريخ العملية السياسية الديمقراطية. لكن كيف؟ الصدريون الذين يستخدمون تكوينات وآليات حديثة في العمل الانتخابي العصري، باتوا الأكثر فاعلية في المشهد الانتخابي، وبدأت القوى والكتل السياسية المختلفة تخطب ودهم علهم يكونوا جزءاً من مرجحاتها في استحقاقات المشهد ما بعد اختبار تشرين الاول المقبل. كما أن التيار الصدري يتمتع بمرونة سياسية قل نظيرها لدى أقرانه من القوى الشيعية او السنية او أي تشكيلات اخرى،. فعلى عكس الصورة النمطية، نجد أن التيار الصدري ليس تياراً عقائدياً جامداً، وأصولياً لا يستطيع نقد أطرافه او تشذيب خطايه، بل هو تيار مرن جداً، ولديه خيارات واسعة وحقيقية، فمثلاً هو الوحيد الذي يستطيع في كل استحقاق انتخابي ان يقدم كوادر جديدة تتمتع بالكفاءة، والشفافية المطلوبة، وايضاً لديه القدرة التنظيمية الحقيقية التي من خلالها يستطيع فرز وابعاد اي عناصر مسيئة حتى وان كانت في مواقع المسؤولية او مواقع متقدمة كما حدث في الحكومات السابقة. فضلا عن هذا كله، فالتيار لديه اتباع منظمون، يعملون بشكل متقن، فمثلاً هم الفئة الوحيدة التي قامت بتحديث بطاقاتهم البايومترية الانتخابية واستلامها والتحضر للمشاركة الواسعة في استحقاق تشرين. بل ان الولاء والطاعة يصل بهم الى الغاء الكثير من مواعيد السفر والعمل في يوم الانتخابات، والزحف بقضهم وقضيضهم نحو صناديق الاقتراع، وترجيح كفة مرشحيهم على غيرهم بقوة الصوت الناخب. يضاف الى هذا، فأنهم (هيئة سياسية ماكينة انتخابية) عملوا على تنظيم وتوزيع دقيق للمرشحين والناخبين وفق برنامج انتخابي الكتروني، ومنصة رقمية حديثة، وبالتالي لن يفرطوا بأي صوت صدري قطعاً. والتيار الصدري يكاد يكون الجهة السياسية الوحيدة في العالم التي تقوم بتجربة انتخابات داخلية واسعة، وعمل بروڤة انتخابية مبكرة، وهي عملية حشد اصوات الناخبين، والتدريب المسبق على التصويت وتعليم الإتباع اصول المشاركة الحيوية والنشاط السياسي ، كما ان هذه الممارسة الديمقراطية الداخلية تمكنهم من قياس أوزان مرشحيهم داخلياً والتعرف على مدى مقبوليتهم وقابليتهم على تحقيق الفوز. يضاف الى هذا كله، أنهم الاكثر تنظيماً وكفاءةً في الدعاية الانتخابية سواء تلك المنظمة كاللافتات والبوسترات والمنشورات وتوزيع البرامج الانتخاببة، او حملات المدافعة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يجيدون بشكل كبير هذا العمل، ولا يكاد يوازيهم غي هذا العمل اي كيان أو جهة اخرى . كما ان قواعد التيار الصدري الشبابية متحمسة جدا للعمل التطوعي المجاني، بل وينفق هولاء من مالهم الخاص لدعم مرشحيهم، عكس القوى الاخرى المنافسة التي تستخدم اسلوب الهدايا والاعطيات لجذب الناخبين، وشتان ما بين هذا وذاك. ان قراءة هذه المعطيات بعين المراقب المحايد، ستريك ان التيار الصدري يتقدم بشكل سريع وواضح نحو منصة التتويج، وسيخطف الفوز بثبات ولن يكون متأرجحاً ابداً، بل انه سيظل صانع الملوك ومحرك اللعبة الديمقراطية، والاكثر قدرةً على الحسم في الوقت المناسب.
*
اضافة التعليق