بغداد- العراق اليوم: يمكن مقاربة الرسالة الواضحة التي ارسلها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في بيان العودة الذي تلاه عصر اليوم الجمعة، في توجيه شكره الى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بأنها تشير الى دلالتين مهمتين جداً، الأولى تشير الى أن الكاظمي نجح بالفعل في مهمة تنفيذ مشروع الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وأن خطواته كانت فعلية، لا دعائية، وأن الصدر رأى فيها تغييراً مهماً في شكل الحراك الذي جرى خلال عام الحكومة الوحيد، أذ نجحت في ان تكون رأس الحربة في الحرب المفتوحة ضد الفساد والطائفية والبيروقراطية المدمرة، فضلاً عن استعادة العراق لدوره الأقليمي والدولي من خلال الخطوات المتتابعة والمدروسة بعناية التي اطلقها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من إجل بناء توحيد الرؤى الوطنية. كما أن الرسالة الثانية يمكن ان تلخص في القدر الجيد الذي عمل عليه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من خلال قنواته السياسية المفتوحة في ترجمة قرار مقاطعة الصدر وبعض القوى السياسية للأنتخابات، الى فعل سياسي حقيقي على الأرض، من خلال الضغط على مختلف القوى السياسية لتقديم رؤية اصلاحية تأتي متساوقة مع مشروع الصدر من جهة، ومشروع الكاظمي من جهة ثانية. بمعنى أوضح، أن الكاظمي لم يقف ازاء قرارات المقاطعة المتتالية مكتوف الأيدي، بل مضى الى أن يعمل بدأب الى ازالة عقبات ومسببات المقاطعة التي دفعت الصدر وغيره لمثل هذا القرار الخطير على مستقبل الحياة السياسية في البلاد. نجزم أن الكاظمي نجح في أن يحول المقاطعة الى وسيلة واداة من اجل دفع القوى السياسية لتحمل مسؤولياتها التاريخية والمضي بإتجاه اقرار ورقة الاصلاح الشامل التي قال الصدر انها وصلته من القوى السياسية المختلفة والتي ستصبح دليلاً في مرحلة ما بعد انتخابات تشرين المقبلة. ان رسالة (الشكر الخاص) التي أوصلها الصدر، كانت لمجمل هذه المواقف المتنوعة والتي صدرت من رجل يعمل بمنطق رجل الدولة، بعيداً عن حسابات الخسارة أو الربح الشخصي، وقد فعلها حقاً حينما لم يترشح للأنتخابات، ولم يسمح لأطراف حكومته ان تكون اطرافاً في المنافسة مع الأخرين، مستغلةً نفوذها الحكومي.
*
اضافة التعليق