الوزير والنائب محمد صاحب الدراجي يستفز الشاعر والصحفي عدنان الفضلي .. والفضلي يرد على استفزازه !

بغداد- العراق اليوم:

 لماذا يغامر محمد صاحب الدراجي؟

عدنان الفضلي

لست .. بمعنى لم ولن أكون من ضمن من يستفزهم أشباه الساسة، وكنت ولم أزل وسأبقى معدوم الثقة بكافة أطراف العملية السياسية، متدينونها (كإدعاء) وعلمانيونها (كصفة)، كوني لم ألمس خلال عقدين من الزمن، هو عمر سقوط الصنم البعثي، أية ملامح لفعل سياسي يمكن أن تضعه في خانة الإنجاز الذي يدعوك لوقفة تأمل سريعة.

شخص واحد لا  أدري لماذا يستفزني، أو يستوقفني للحظة، لا  أراها تصبّ في صالحي أو  في صالحه، ذلك هو (محمد صاحب الدراجي) الذي يشغل اليوم منصب (رئيس هيئة التصنيع الحربي) وهو منصب لو قارنته بواقع العراق (غير العراقي) لوجدته مهلهلاً، وغير مقنع.

طيب: هيئة عراقية لتصنيع سلاح وذخيرة من صنع محلي، يقودها شخص كان محسوباً على تيار مشترك في عملية سياسية أوجعت الوطن وقلوب أهله.

طيب: شخص رفع شعار (صنع في العراق) فنال ما نال من الطعن والتشكيك والمضايقة، التي وصلت الى حد وضع رقبته على مقصلة.

طيب: رجل لديه مقعد في البرلمان يؤمّن له كل مستلزمات الراحة والاستجمام والطمأنينة (مادياً ومعنويا) ويعيش حتى إنتهاء الدورة الإنتخابية من دون المرور بمضايقات، ويقبع بعيداً عن الخانة المحصورة بين عسر السياسة ويسر التنفيذ، وأقصد بعيداً عن مناوشات السلطتين التنفيذية والتشريعية.

ثمة من سيقول لي: توقف ولا تثرثر وهات ماعندك.

طيب: محمد صاحب الدراجي عندما استوزر ونال حقيبة وزارة الصناعة، جاء عام 2012 بمشروع وطني كبير صفقنا له جميعاً، ورفع أهم شعار يطالب به العراقيون وأصحاب الشأن العراقي المختص وهو شعار (صنع في العراق)، وحاول جاهداً تحقيق ما يساوي مرحلة تأسيس على الأقل، فما الذي تحصل عليه هذا الذي وصفته في مقال سابق بالمغامر؟.

طيب: هل قرأتم تغريدته الأخيرة على مواقع التواصل الإجتماعي؟.

هذه هي التغريدة نصاً : (في ختام زيارتنا لمعرض الصناعات العسكرية العالمية، أود أن أنوه أن التطور الكبير في هذا المجال لدول الجوار الجغرافي، يحتم علينا ان نطور صناعتنا العسكرية بأسرع وقت للحفاظ على أمننا القومي، والا  فالعراق وحدوده سيبقى عرضة للانتهاك".

طيب: أنتبهوا الى ماذا كتب في خاتمة تغريدته..

قال: " اليد الواحدة لا تصفق وتباً للخونة".

بمعنى إختتم تغريدته " اليد الواحدة لا تصفق، وتباً للخونة".

الآن سأكفّ عن الثرثرة، وأقول لماذا يحمل هذا الرجل على كتفه النحيل (سياسياً) هذا الهمّ العراقي، وهو يعلم ثمة خونة يحيطون به؟.

طيب: وعذراً سأثرثر ثانية .. خلال رفعه لشعار (صنع في العراق) وكانت فكرة رائعة بإعادة مئات المصانع العراقية العظيمة للعمل، تعرض الدراجي لضغوطات ينحني دونها جبل في صحراء المكسيك القاسية، وتلقى ما تلقى، ولست هنا بصدد ذكر من تصدى له، رغم أنهم من المقربين منه واليه، مع العلم إن ذلك الشعار يعدّ هيناً جداً، قياساً بمشروعه الحالي، المتمثل بتأسيس مشروع له علاقة بقطع (رزق حرام) لمتنفذين جبابرة في الصفقات الفاسدة، وأقصد سماسرة عقود التسليح.

طيب: محمد صاحب الدراجي يريد "آلة صناعة الأعتدة والذخائر والمعدات الحربية، تكون جزءً مهماً وحيوياً من الأمن القومي الذي يجب ان توليه الدولة إهتماماً خاصاً، لاسيما أن العراق بلد ثري تقريباً، وبإستطاعته ان يبني مؤسسة صناعية عسكرية محترفة، نظراً لوجود العامل البشري ( موارد بشرية هائلة)، وايضاً الموارد الطبيعية والقدرة على استجلاب المواد الأولية الداخلة في هذه الصناعات".

طيب: ياصديقي وكيف للذين (تبّوا وتبّ مسعاهم) أن يتركونك تفعّل مشروعاً عراقياً وطنياً، وأنت تعرف أن ماكنتهم التخريبية، بحكم عمالتهم وفسادهم وخياناتهم لن تسمح لك بتفعيل هذه الرؤية التي صفقت لها أنا، ولكني أخاف عليك منهم، فأنت تعيش مغامرة أتمنى لك بها النجاح، ولكني أعرف أن مليون عصا ستوضع في عجلة مسيرتك.

طيب: دمت عراقياً وسلام عليك وعلى العراق وآل العراق فقط ..

علق هنا