لماذا يصر الكاظمي ويقاتل من أجل إقامة الانتخابات في تشرين رغم أن مصلحته الشخصية تكمن في التأجيل ؟!

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي في ( العراق اليوم ) :

بحماسة شديدة يمضي دولة القانون برئاسة نوري المالكي وعصائب اهل الحق وايضاً بعض القوى السياسية الشيعية والسنية لاجراء الانتخابات النيابية المبكرة في موعدها، اذ يتوقعون ان يكون غياب الصدر وانصاره عنها، بمثابة بوابة ذهبية للاستحواذ على اصوات الناخب الشيعي وبالتالي اقترابهم من تحقيق اغليية عددية مريحة تضمن لهم التحكم في مخرجات الحكومة التي سيفرزها المجلس النيابي الجديد، وسيكون لهم القدح المعلى في تسمية رئيسها واعضائها.

هذا التطلع الواضح، يقابله ايضا استمرار الرفض من قبل التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر الذي وضع في لقاء جمعه مؤخراً مع مكتب المرجع الاعلى السيد السيستاني، شرطين للعودة الى المعترك الانتخابي، الاول تأجيل الانتخابات، والاخر تقليص حجم نفوذ الجماعات المسلحة في الشارع الشيعي ومنعها من استخدام هذا النفوذ انتخابياً، بحسب ما رشح من الاجتماع .

في موازاة رغبة القوى السياسية الشيعية المطالبة باجراء الانتخابات النيابية المبكرة في موعدها، يمضي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ايضا في ذات الاتجاه، لكنه يمضي من منطلقاته هو ، لا من منطلقات تلك القوى، فالرجل يرى انه ملزم بتنفيذ الاستحقاق الانتخابي في موعده المقرر، لاستكمال اضلاع المثلث الذي ارتكزت عليه حكومته، أي مكافحة الفساد والارهاب، واعتقال قتلة المتظاهرين السلميين والحد من سطوة الجماعات المسلحة وتقليص نفوذها ازاء هيبة الدولة، واخيرا الوصول إلى عقد استحقاق انتخابي مبكر بشكل تنافسي وشفاف.

ومع إن مصالح الكاظمي ومكاسبه السياسية الشخصية ستتضرر في اجراء الانتخابات في موعدها في تشرين / اكتوبر، الاً انه لا يريد ان يدخل البلاد في متاهات يصعب التكهن في مخرجاتها، او ان تنزلق البلاد الى فوضى عارمة كما يرى الكثيرون.

ورغم ان الكاظمي حليف جيد للصدر، وتحظى حكومته بتعضيد واضح من الصدريين الذين يؤيدون خطواتها الاصلاحية الجريئة، لكن هذا لا ينقص حماسته من اجراء الانتخابات في موعدها مع الحرص على اعادة التيار الصدري للمعترك مرة اخرى مع تحسين قواعد المنافسة، وايضا علينا ان لا ننسى ان الكاظمي شخصيا يعيش هذه الفترة وضعاً ذهبياً في الشارع، اذ بدأ يحصد نتائج نجاحاته في مختلف الملفات التي واجهها وادارها بكفاءة واخلاص وثقة، مما اكسبه ثقة الشارع وتطلعه لأن يواصل مهمته في اصلاح اوضاع البلاد حتى على الرغم من كونه لم يترشح شخصياً، او عبر كتلة سياسية لهذه الانتخابات المبكرة.

نعم، في حال تأجيل الانتخابات سيكون للكاظمي الحق في الترشيح لها بكتلة يقودها بنفسه، لكن هذا غير كاف لاندفاعه نحو التأجيل، نظراً لحرصه على استمرار مصداقيته لدى الشارع وايضا التزاماته تجاه المجتمع المحلي والدولي في تنظيم استحقاق انتخابي يعيد الثقة بالعملية السياسية التي ترنحت بشدة وتقلصت موثوقيتها منذ احتجاجات تشرين ٢٠١٩.

علق هنا