بغداد- العراق اليوم: انكفاء العراق وتراجعه عن لعب أدوار حقيقية في المنطقة، وعدم الاستفادة من موقعه الاقتصادي وموارده البشرية والمالية والجغرافية حوله الى ساحة تنافس، وساحة تصفية صراعات وخصومات، فهذا الانكفاء أدى الى انكماش القوى السياسية نحو الداخل، بل وسماح " البعض" منها لقوى أخرى بالتدخل في شؤون البلاد، ويبدو أن حكومة الكاظمي ادركت أن للعراق دوراً في محيطه وأقليمه، وأن التنازل عن ادائه سيؤدي بالضرورة الى أندفاع الآخرين للعب دوره، بل والاندفاع الى الداخل العراقي، لذا بدأ العراق بمشروعه الطموح (الشام الجديد) ليمضي بأتجاه شراكات اقتصادية متعددة مع بعض الدول المجاورة، بل ومد يده بقوة لانتشال لبنان البلد العربي الصديق والشقيق من مأزقه الوجودي، لا فقط من باب الدافع الأخوي، قدر ما هي قراءة برغماتية لمصالح العراق الأقليمية، فأي انهيار اجتماعي في لبنان ستكون له تداعيات خطيرة، لن تتوقف عند حدود البلد الصغير، بل ستمتد الى كل المنطقة ولن يكون العراق بمعزل عنها، لذا أبرم اتفاقاً نفطياً نوعياً منه، فيه فائدة متقابلة بالتأكيد. اليوم، أعطى الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب موافقة استثنائية على إبرام الاتفاق النفطي مع العراق. وقالت رئاسة مجلس الوزراء في تغريدة عبر "تويتر": "صدرت الموافقة الاستثنائية عن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، على طلب وزارة الطاقة والمياه على اتفاق بيع مادة زيت الوقود الموقع بين الجانبين العراقي واللبناني، وعقد شراء فيول أويل الموقع بين المديرية العامة للنفط، وشركة تسويق النفط العراقية (SOMO)، وذلك بعد الأخذ برأي هيئة التشريع والاستشارات". وأوضحت أن "الموافقة الاستثنائية تضمنت مشروع قانون يرمي إلى الإجازة للحكومة إبرام الاتفاق وعلى مشروع مرسوم بإحالته إلى مجلس النواب". تعاون مع الأردن الى ذلك، شدد وزير الصناعة العراقي منهل عزيز الخباز، على اتخاذ إجراءات سريعة لتنفيذ المدينة الاقتصادية مع الأردن، فيما وجه بعقد اجتماع عاجل مع الجانب الأردني حول ذلك. وذكر بيان لوزارة الصناعة أن "الخباز، ترأس اجتماعاً مع الوكيل الإداري للوزارة ورئيس مجلس إدارة الشركة العراقية الأردنية للصناعة والمُستشار العلمي للوزارة ومُستشار الوزارة للتنمية ومُدير عام هيئة المُدن الصناعية والمُدير المفوض للشركة العراقية الأردنية المُشتركة وأعضاء مجلس إدارة الشركة وعدد من المسؤولين في الوزارة، لمُناقشة آخر المُستجدات الحاصلة في مشروع المدينة الاقتصادية المُشتركة والتشاور والتداول لتحديد مهام ودور الأطراف والجهات ذات العلاقة بالمشروع وتوجيهها بالأعمال المُناطة بها والأمور المُلقاة على عاتقها". وأضاف أن "الاجتماع إستعرض الإجراءات المُتخذة من الجانبين العراقي والأردني حول المشروع ومُناقشة الطروحات بشأن المُعطيات والنتائج المُتمخضة عن المُناقشات والمُباحثات الجارية بين الطرفين كما وتمَ الاستماع إلى آراء ومُقترحات مُدير الشركة العراقية الأردنية للصناعة وأعضاء مجلس إدارة الشركة بشأن تفعيل دور الشركة في تنفيذ المشروع". وأكد الخباز، على "ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لحسم ملف تنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية المُشتركة بين العراق والأردن ووضع اُسس سليمة للعمل خِلال المرحلة القادمة وبتوقيتات مُحددة في ضوء توجيهات واهتمام قيادات البلدين". وأشار إلى "اهمية تنشيط الشركة العراقية الاردنية للصناعة والمشاركة مع هيئة المدن الصناعية في تنفيذ المدينة الاقتصادية كونه عملا عراقيا اردنيا مشتركا وضرورة الاتفاق مع جهة او مركز استشاري والاستعانة بخبراء واستشاريين متخصصين في اعداد دراسات الجدوى والتصاميم التي تخص المدينة". وأجرى الخباز اتصالاً مع نظيرته الاردنية لتحديد موعد لعقد اجتماع مشترك عبر الاتصال المرئي لوضع اسس وخطة واضحة وسليمة والاتفاق على الاليات اللازمة للمضي بمشروع المدينة الاقتصادية المُشتركة".
*
اضافة التعليق