بغداد- العراق اليوم: لم يكن حدثًا عاديًا، ولا ازمة عابرة، تلك التي افاق عليها العراق اليوم، حيثُ انهيار تام وواسع للمنظومة الكهربائية، وفقدان العراق لأكثر من 75% من انتاجه دفعةً واحدة، وأيضًا توقف تام لمفاصل الحياة برمتها، الأمر الذي أدى الى حالة من الغليان الشعبي، مضافةً الى درجة الحرارة التي لامست الخمسين مئوية. هذه الأوضاع المتفجرة، كان لابد أن يُخضع رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، كل المنظومة للمساءلة، ويضع الجميع امام مسؤولياتهم، حيثُ أنهم يتحملون بشكل وبأخر مسؤولية ما جرى، خلال الساعات الماضية، وحيث ان الحدث لم يكن بطبيعة الحال مفاجئًا، بل تكرر خلال ساعات فقط، فما هو السبب، ومن يقف ورائه، ولماذا مع اوقات الذروة، وكيف تعاملت الوزارة معه. حنتوش .. خارج الوزارة كأول أجراء تنفيذي في ملف المعالجة، قبلَ رئيس الوزراء استقالة الوزير ماجد حنتوش، وباشر على الفور بأجراءاته بشكل مباشر، حيث أصدر ، سلسلة قرارات نتيجة لما تعرضت له منظومة الطاقة الكهربائية في البلاد خلال الساعات الماضية من توقف ولضمان معالجة سريعة. فقد قرر الكاظمي بعد متابعته شخصيا مع المسؤولين التنفيذيين في وزارة الكهرباء والوزارات الأخرى لتطورات الملف، تشكيل خلية أزمة لمواجهة النقص في ساعات تجهيز الكهرباء في بغداد والمحافظات برئاسته وعضوية كل من وزارات الكهرباء والنفط والمالية والداخلية والأمين العام لمجلس الوزراء ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء ورئيس جهاز الأمن الوطني وسكرتير الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات. وتتولى الخلية اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لزيادة ساعات توفير الطاقة الكهربائية في بغداد والمحافظات بما يلبي حاجة المجتمع والاقتصاد العراقي، وتعمل على التوفير الطارئ لجميع أشكال الدعم المالي والفني واللوجستي والأمني لوزارة الكهرباء. ومن مهمات الخلية أيضا، إشراك الحكومات المحلية في مجالي الإنتاج والتوزيع، وإزالة التجاوزات على منظومة الطاقة الكهربائية ومصادرة الأدوات والمعدات المستخدمة. مدير عام نقل الوسط .. خارج المسؤولية وللتحقيق ايضاً ايضاً شملت اجراءات رئيس الوزراء مدير عام الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية، في الفرات الأوسط وكالة حيث تمت اقالته من منصبه فوراً، وتوجيه عقوبة التوبيخ له وذلك لإهماله في أداء أعماله وواجباته، ما تسبب بسقوط خطوط نقل الطاقة "400kv" وحدوث إطفاء التيار الكهربائي في عموم المحافظات". الكاظمي وجه أيضا باتخاذ اجراءات بحق مسؤولين آخرين في الوزارة بسبب تقصيرهم في عملهم والمهام الموكلة اليهم، وفتح تحقيق بحالات التقصير والإهمال في بعض مفاصل الوزارة التي أدت إلى تراجع تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية وفاقمت من معاناتهم، على الرغم من التوجيهات المستمرة لرئيس مجلس الوزراء للمسؤولين والعاملين في وزارة الكهرباء، بأهمية العمل الجاد وبذل أقصى الجهود والاستعداد الجيد لفصل الصيف، والتخفيف من معاناة المواطنين. الكاظمي اليوم قطع شوطاً في مهمة مساءلة هولاء عما جرى خلال الساعات الماضية، وبقي الأهم في قيادة الوزارة بشكل مباشر، والدفع بامكانات الهندسة العسكرية وهيئة التصنيع الحربي وشركات وزارة الصناعة لمساندة جهود وزارة الكهرباء من اجل تنفيذ عملها بشكل سريع واستعادة عمل المنظومة الكهربائية بشكل طبيعي.
*
اضافة التعليق