بغداد- العراق اليوم: خلال ايام متقاربة، بل لم تتعد الـ ٧٢ ساعة، انهارت المنظومة الكهربائية الوطنية، وخرجت محطات التوليد عن العمل في اطفاء قسري، يراه مختصون انه بمثابة الكارثة على الواقع الانتاجي، ويتسبب بمشاكل فنية وتقنية يصعب معالجة آثارها على المدى المنظور. وشهد العراق فجر اليوم الجمعة انقطاعاً شبه تام في المنظومة الوطنية، اثر خروج عدد من محطات التوليد، ولاسيما محطة كهرباء المسيب الغازية، جاء هذا بالتزامن مع موجة حرارة عالية، حيث وصلت درجات الحرارة في بعض المحافظات الجنوبية الى 51 درجة مئوية، مما تسبب بحالة من الهياج الشعبي، والغضب العارم، الامر الذي ادى الى خروج بعض التظاهرات الغاضبة في عدد من المدن. مراقبون أكدوا لـ ( العراق اليوم) أن " تكرار هذه العملية خلال الساعات الماضية، انما يضع اكثر من علامة استفهام، ابرزها هو احتمال الاهمال وعدم السيطرة على الأحمال، مما يتسبب بخروج الشبكة الوطنية عن العمل، وأيضاً قد يكون في الأمر تعمداً مقصوداً لأحراج الحكومة التي كانت قد نجحت نجاحاً كبيراً حتى نهاية حزيران تقريباً في توفير عدد كاف من ساعات التجهيز، لكن مسلسل الانهيارات الدراماتيكية تصاعد خلال الساعات الماضية بشكل مريب". الى ذلك عزا مصدر مطلع في وزارة الكهرباء، تكرر عملية انهيار المنظومة، الى الاعمال التخريبية والارهابية التي تستهدف خطوط نقل الطاقة الكهربائية، والتي تسببت بمثل هذه المشاكل ويجب ان تعالج هذه الخروقات فوراً. من جانب أخر ، قال مصدر مطلع أيضاً، أن "العمل بدأ بإعادة المنظومة مجدداً، وجرت عملية تغذية محطات القدس وواسط الحرارية، والمنصورية وبسماية وغيرها من المحطات، وسترتبط بالمنظومة الوطنية تدريجياً، مؤكداً أن سبب خروج المحطات عن العمل هو حدوث انقطاعات في اسلاك خط محطة المسيب الغازية. وقال مختصون في مجال الكهرباء، أن " على رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي تدارك الأوضاع قبل فوات الأوان، لاسيما ان الملف قد يخضع لتوظيف سياسي وانتخابي، وعليه ان يشكل غرفة عمليات مرتبطة به شخصياً ويرأسها، ويتابع بشكل لحظي مجريات العمل داخل وزارة الكهرباء". واشاروا ان "رئيس الوزراء بإمكانه الاستعانة بطاقم مختص في مجال الكهرباء من خارج الوزارة، سواء اكان وطنياً او استشارياً يجري استقدامه، لبيان أسباب هذه الانطفاءات المتكررة، والعمل على رصد أي مشاكل فنية وهندسية ومادية قبل وقوعها وتسببها بمثل هذه الأزمة المضرة". هذا وبدأ التيار الكهربائي بالعودة الجزئية الى بعض المحافظات الجنوبية، ولاسيما محافظة ذي قار، التي حذرت فيها مديرية توزيع الكهرباء من مغبة الاعتداء على ممتلكاتها او كوادرها الوظيفية العاملة، مؤكدةً ان الأمر خارج سيطرتها. وقالت المديرية في بيان ورد لـ ( العراق اليوم)، " ندعوكم الى تفهم الوضع الحرج الحالي الذي تمر به محافظتنا العزيزة والعراق بشكل عام، وحافظوا على الممتلكات العامة وارواح إخوانكم من موظفي وزارة الكهرباء لكون المشكلة مركزية ولاتخص محافظتنا فقط ". وأضاف البيان " ليعلم الجميع ان المحطات التحويلية الثانوية والرئيسية والمحطات الانتاجية ودوائر صيانة الكهرباء تعتبر ممتلكات عامة ويعمل موظفيها على خدمتكم وفي اصعب الظروف والتحديات وقدموا الكثير من التضحيات في مسيرة عملهم المضني والخطر جداً فلا يجوز الاعتداء عليهم لانهم ليسوا من اصحاب ".
*
اضافة التعليق