هل من دور لبرهم صالح في قمة بغداد.. لماذا يضع نفسه في مواقع ليست من اختصاصه الدستوري؟

بغداد- العراق اليوم:

أبدى مراقبون ومواطنون، استغرابهم من عملية التدافع التي يمارسها رئيس الجمهورية برهم صالح مع المسؤول التنفيذي الأول في العراق بحكم الدستور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، حيث يحاول رئيس الجمهورية القفز فوق صلاحياته ( الشرفية والتشريفية المحدودة)، وممارسة أدوار ليست من اختصاصه، ولم يفوضه الدستور صلاحيات ممارستها، مؤكدين أن " النظام السياسي في العراق، برلماني، والسلطات تنفيذية جميعها بيد رئيس الوزراء حصراً، وهو المسؤول الأول عن سياسات الدولة، وهو من يقرر ويمثل الدولة، ويقودها، فيما يظل موقع رئيس الجمهورية موقعاً شكلياً دون شك، لذا ينبغي عدم الدفع بأتجاه خرق الدستور في هذه الجزئية".

وأِشاروا الى أن " محاولات تعظيم دور هذا المنصب، والتواجد في مساحات لم تخصص لموقع رئيس الجمهورية، والم جيء مبكراً الى المطارات لإستقبال أو توديع الزعماء الضيوف أنما هو حضور وتمدد غير قانوني، وغير دستوري، بل ومعبب، لا يليق بمسؤول عراقي، وعليه، يتوجب أن لا يستمر هذا ألحال، حيث أن رئيس الوزراء هو الوحيد المخول بعقد الاتفاقات والاجتماعات، واللقاءات واتخاذ القرارات التمثيلية في العراق وخارجه، ولا يجوز له حتى أن رغب بذلك التخلي عن هذه الصلاحيات الحصرية، ولا يجوز لرئيس الجمهورية ممارستها، حتى وأن حاول ذلك".

وبينوا أن " رئيس الجمهورية برهم صالح يحاول الظهور في أكثر من مناسبة، وكأنه صاحب القرار السياسي في البلاد، والحقيقة هذا تمدد على حساب مكون وطني وسياسي يرى أنهُ يمثل البلاد وفق الدستور عبر منصب رئيس الوزراء، وأن أي تجاوز  من السلطات المجاورة، تمثل تجاوزًا للأعراف السياسية والدستورية، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه".

ورأى سياسيون أخرون، أن "موقع رئيس الجمهورية وصلاحياته لا تتيح له أخذ دور رئيس الوزراء، ولا يتيح له القانون أن يتصرف كأنه فعلاً صاحب القرار الأول في البلاد، ما دام رئيس الوزراء مكلف وفق المادة 76 من الدستور بكل صلاحيات تمثيل الشعب، وحائز على ثقة نوابه بإدارة ملف العلاقات الخارجية والداخلية".

ولفتوا الى أن " برهم صالح يتدافع بشكل واضح، ومكشوف أما العراقيين الذين راحوا يتندرون على اسلوبه المتطفل في استقبال وتوديع الضيوف الكبار، ويسخرون من نهمه وحبه الفاضح للظهور، (والكشخة) حيث يحاول البروز وأخذ أدوار اكبر من المتاح له وفق القانون، وهذا أمر مخجل أنام العالم، ويجب ان لا يحدث في دولة برلمانية، أذ ان كثير من التجارب المماثلة ، لا يكاد يظهر فيها رئيس الجمهورية علناً في وسائل الاعلام، فضلاً عن ممارسته لاستقبال الملوك والزعماء والرؤساء".

واشاروا الى أن " هذا الأمر قد ظهر أخيراً، ولم يكن معروفاً ابان فترة تولي الراحل جلال طالباني الرئاسة، ولا فؤاد معصوم، لكن يبدو أن صالح يستغل حياء  وأدب الكاظمي الجم، ويستغل أيضاً علاقته  الجيدة مع الرجل لأخذ ادوار اضافية".

واضافوا أن" المكون السياسي الذي يمثله الكاظمي بموقع رئيس الوزراء لن يسمح بمثل هذا التمدد، خصوصاً ان الكاظمي هو مهندس السياسات الخارجية، وهو من اعاد ترميم العلاقات الدولية للبلاد بعد سنوات من السبات والتكاسل، ولذا فهو المخول وفقاً للقانون والدستور باستكمال مشروع بناء الدولة وعلاقاتها".

علق هنا