بفضل الكاظمي وثقة الخليجيين بحكومته .. كأس الخليج يعود الى العراق بعد 42 عاماً من الغياب !

بغداد- العراق اليوم:

أنها البطولة الأكثر شعبيةً في العراق، بل هي (كأس عالم العراقيين)، وهي البطولة التي يتحفز لها العراقيون، ويعدون لها العدة، ويرفعون آمالهم في كل نسخة جديدة، حتى الخليجيون ذاتهم، يتذكرون بمرارة غياب العراق الطويل عن نسخها الماضية، وكيف فقدت البطولة رونقها، وتلاشت حماستها، ولم يسد فراغ العراق أي فريق اضيف لاحقًا.

وبصراحة فإن بطولة كأس الخليج العربي، هي البطولة التي تجدد شباب الكرة العربية، وتدير العيون نحو فرق الخليج العربي، وستعود الى العراق ثانيةً بعد فراق قاس دام 42 عاماً بالتمام والكمال، فالبطولة اليتيمة التي نجح في تنظيمها العراق كانت في العام 1979، والتي احرز العراق بطولتها أيضاً لتكون فاتحة لاحرازه لقبين أخرين كان ذلك في نسخة عُمان في العام 1984 والتي فاز فيها العراق على شقيقه القطري بضربات الجزاء الترجيحية، وليعود في العام نسخة العام 1988 في السعودية ليخطف اللقب من نظيره الاماراتي.

غياب قسري عن دروة الخليج

القت السياسات الرعناء بظلالها الثقيلة على البطولة، لاسيما سياسات النظام البائد الذي غزا الكويت وتسبب بمأسِ لا تمحى، ومنها فرض عزلة دولية هائلة على العراق، وموت سريري لهذه البطولة التي فقدت بهاءها كما قلنا، وحين عاد منتخب العراق عام 2004، عادت البطولة للحياة في نظر الجميع، لاسيما العراقيين، الذين لازمهم نحس عجيب منعهم من احراز أي لقب من القابها منذ عودته، حتى مع بلوغه الدور النهائي في نسخة امام 2013، الا أن الخسارة مع الأمارات حرمت منتخبنا من أن يضع لقب جديد في سلة القابه  في هذه البطولة.

محاولات عراقية .. صدود خليجي!

جرت محاولات متعددة، لاستعادة حق تنظيم البطولة من قبل حكومات العراق ما بعد 2003، الا أن هذا لم ينجح، وحاولت الحكومات أن تستقطب دول الخليج ثانيةً، الا أن الفشل كان يلازم حكومات العراق، فمرةً لأسباب فنية في العلن، لكن في الخفاء، كانت السياسة أيضاً تلقي بظلال قاتمة على الوضع في البلاد، فالانقسام والتشظي، والاحتراب الداخلي، فضلاً عن تدهور أمني، وغيرها من المواقف كانت تقف حائلاً دون ان ينجح العراق في كسب أي جولة مفاوضات لتنظيم البطولة في ملاعبه، وحين قدر له أن ينجح لاحقًا، اعتذر في نسخة 2015، بسبب الوضع الأمني والحرب على داعش.

لكن العراقيين، وخصوصاً محبي هذه البطولة، ظلوا يحملون الأنظمة الخليجية، وايضاً الحكومة العراقية مسؤولية حرمانهم من رؤية منتخبهم الوطني يستضيف اشقاءه الخليجيين ويلعب على أرضه، فيما كان البعض يربط عودة البطولة، بتحسن الداخل العراقي، والاتفاق الشعبي والسياسي على رؤية موحدة لهذه البطولة.

الدبلوماسية.. تستعيد الملاعب

نجحت حكومة مصطفى الكاظمي هذه المرة في كسب الجولة عكس سابقاتها، حيث فشلت تلك الحكومات في صناعة علاقات متينة، وبناء استعدادات كافية كي يستعيد العراق حقه بتنظيم بطولة رياضية كان هو من مؤسسيها وأبطالها.

فالكاظمي بهدوئه واتزان سياساته، والدبلوماسية الواقعية التي سلكها، مهد لانفتاح عراقي على اشقائه، مبني على الثقة، وطي صفحة الخلافات، وتصحيح صورة العراق الخارجية التي كانت تصل مضببة بفعل سياسات تثير الحساسيات، وتحيي النعرات للأسف، سواء كانت هذه من داخل العراق، أو من الأطراف المقابلة في الأنظمة أو الفعاليات هناك.

يبدو أن " الكاظمي يريد فعلاً أن يطوي صفحة غامقة، ويريد أن يعيد للصورة الباهتة  لونها البراق والقها الباهر، ولذا فالعراقيون على موعد أذن مع كأس الخليج بنكهة عراقية حماسية !

الخليجيون .. يعيدون المياه لمجاريها

بكلمات الشوق والمحبة، تواصل وسائل الاعلام الرياضية سواءً في العراق، أو الخليج العربي الحديث عن نسخة البصرة من كأس الخليج، وها هي البصرة تستكمل اجراءاتها، بدعم مباشر من الكاظمي الذي يريد أن يعيد سماع هتافات الجمهور العراقي، وهو يهتف لبلاده، وللأشقاء من أجل بناء التعايش واعادة روح التعاون والاخاء.

أن موقف دولة قطر  من إقامة البطولة في العراق، مثال مشجع على الرغبة الواضحة من الخليجين لفتح صفحة جديدة مع شقيقهم الأكبر (العراق)، وهم يرون أن حكومته الوطنية تعمل على رأب الصدوع، وأعادة تجسير الهوة التي تسببت بها الأنظمة والسياسات، فيما لا تزال جذوة المحبة في قلوب الشعوب متقدة.

علق هنا