بغداد- العراق اليوم: صريح ومباشر، دون لف او دوران، وضع رئيس الوزراء المزيد من النقاط على الحروف الغامضة، واعاد تعريف الحدث من زواياه المتعددة، اضاء مساحات غير مضاءة، واعاد للذاكرة الحدث الأهم الذي شكل ما بعده تاريخاً فارقاً عما قبله، حيث كان دخول تنظيم داعش لأرض العراق التحول الأهم في تاريخه السياسي والأمني والعسكري. رئيس الوزراء في بيان له بمناسبة ذكرى أصدار الجهاد الكفائي، كان واضحًا صريحًا مباشراً، حيث "، بفتوى "الجهاد الكفائي" التي أصدرها المرجع الأعلى "علي السيستاني"، قائلا إنها أوقفت "وحشاً إرهابياً" كان قد أرعب العالم كله، إلا أنه حذر من استغلالها لصالح "مشاريع غير وطنية". وقال "الكاظمي، إن "العراق مر في مثل هذه الأيام بظروف بالغة الصعوبة، وضعته أمام تحدٍ وجودي خطير، لولا العناية الإلهية بهذا الوطن المقدس". وأضاف: "ما صدر من المرجع الأعلى علي السيستاني، من فتوى وتوجيهات أوقفت وحشا إرهابيا كان قد أرعب العالم كله، وقد أدت الفتوى إلى القضاء على هذا التنظيم، خلال مدة لم يكن يتصورها العالم كله. واضاف رئيس الوزراء "جاءت الفتوى من منطلق روح وطني خاطب الهوية العراقية الشاملة، كما هو المنهج المتعارف الدائم في مواقف المرجعية الرشيدة التي أبت أن تخاطب أي عراقي سوى بهويته العراقية، تاركة العناوين الطائفية والعرقية بعيدا تماما عن خطابها السياسي". وتابع : "لبّى العراقيون بكافة أصنافهم وأطيافهم الدعوة الشاملة لجميع المتطوعين للالتحاق بالقوات الأمنية الرسمية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية". واضاف ايضاً "ضخت الفتوى دماً جديداً في جسد العراق والعراقيين، وكان العالم يعيش لحظة صعبة على حدث مفزع تجلّى بضياع كبرى مدن العراق (ام الربيعين) وسقوطها بيد التنظيم الإرهابي، وما تلا ذلك من سقوط محافظات ومدن متعددة وذبح أهلها واستباحة حرماتها وسبي حرائرها، من قبل العصابات الإرهابية المجرمة، أهلكت الحرث والنسل وارتكبت بحق الأبرياء والعُزَّل أفظع المجازر والإبادة الجماعية بحق أهلنا، وأرادوا طمس تأريخ وهوية بلدنا وشعبنا". وأردف": "جاءت هذه كلها نتيجة الإهمال في رعاية المؤسسات الأمنية والجيش العراقي البطل، وتراكم من سياسات خاطئة أدت بالبلد الى هذه الكوارث". وأشار إلى أنه "نعمل على تصحيح هذه المسارات ووضع البلد على الخط الصحيح بدعم القوات المسلحة وضبط أدائها وفق القواعد العسكرية الوطنية، كما أوصت بها المرجعية دائما، محذرة من استغلال الفتوى سياسيا واقتصاديا لصالح مشاريع غير وطنية تفسد تضحيات المتطوعين الأبطال". وقال: "ومن هنا أخاطب شعب العراق مهد الحضارة الإنسانية وأرض الأنبياء والأوصياء، بأننا نسعى دوما لتوطيد دعائم الأخوة بين أبناء المجتمع كنسيج وطني واحد يتمتعون بجميع حقوقهم دون تمييز، ونتصدى لدعاوى الكراهية والتحريض على العنف". وزاد رئيس وزراء العراق: "أيها الشعب العظيم، نستذكر هذا اليوم ليس من أجل إيقاظ جراح الأيتام والأرامل، وإنما لنستفيد من العبر ونصحح الأخطاء"، موضحاً "دعونا ننظر الى المستقبل ونبني عراقا قويا مقتدرا يحترم فيه الإنسان دون تمييز وتفرقة، إن لغة التسامح والعفو يجب أن تسود وتتغلب على لغة الانتقام والعنف". وتابع أن "حكومتكم هذه، رغم كل المصاعب والعراقيل واقفة بكل قوة من أجل بناء مستقبل زاهر وواعد، قريبا سوف يكون لكم دور في بناء مستقبلكم من خلال مشاركتكم في الانتخابات لغرض اختيار الأمثل لمن يمثلكم". واستطر بالقول: "أخذت هذه الحكومة على عاتقها المضي بمنهج معتدل ومدروس في تفكيك الأزمات، والابتعاد عن سياسة ردود الفعل والإثارات التي أخذت بالبلد سابقا نحو الكوارث".
*
اضافة التعليق