كلمة حق .. الكاظمي وضع الحديد في أيادي كبار الفاسدين، فلماذا لم يفعلها غيره مع فاسد واحد من قبل ؟

بغداد- العراق اليوم:

هذه ليست شهادة لأحد، وليست مجرد اقرار لجهة، ولا تحيز لطرف ضد اخر، قدر ما هي رؤية موضوعية جريئة وشجاعة،  لرجل فعل ما عجز السابقون عن فعله، ونفذ ما قال رغم قلة الناصر، وخذلان الحليف وتخلي المسؤولين عن مسؤولياتهم حين يتعلق الامر بملف المواجهة مع الكبار والمتنفذين، بينما نجد الكثيرين منهم يجتمع حين يكون امتياز السلطة وافراً وهادئاً وبارداً، لكن غالبيتهم يهرب للأسف ساعة المواجهة! فالمواجهة مكلفة لاشك في ذلك، وهم لا يريدون ان يكونوا في عين العاصفة.

ويقيناً أن الحرب التي يخوضها الكاظمي الان وهو مكشوف الظهر، لا احد معه فيها، سوى ايمانه بعدالة القضية، وعدالة المطلب، وايمانه بأن للباطل صولة، وللحق دولة، فمهما طالت صولة الباطل، فأن دولة الحق ستزهقها حتماً، اضافة الى نفر قليل من الفرسان الذين آمنوا بعدالة القضية، وشرف الموقف، ورسالة الحق، فوقفوا معه قلباً وقالباً دون تراجع - وهم عدد قليل جداً جداً !

الكاظمي الذي يسير الان وحيداً في حقل الألغام، قد يدفع ابهظ الاثمان، وقد يخسر الكثير، لكن الرجل يمضي بثبات وثقة، دون تردد ودون صخب، فهو يريد ان يصرع دولة الفساد ومؤسساتها، ولكم ان تتصوروا كيف ستكون هذه المنازلة المثيرة.

وحتماً فإن الرجل سيواجه كارتلات مالية هائلة، تستحوذ على المليارات، والشركات والذمم والضمائر، وبعضها تمتلك السلاح والرجال، والإعلام، كما سيواجه الشبكات الاخطبوطية التي تمتد اذرعها لدول ومافيات، وهو مصٌر على ضرب رؤوس الفساد الكبيرة التي لها الغطاء السياسي والاعلامي، والعسكري والشعبي، فهل هي مواجهة من قبل الكاظمي ام هي انتحار معلن لرجل شجاع؟.

نعم، وهذا ليس تشاؤوماً البتة، قدر ما هي الواقعية التي تقتضي ان يواجه الرجل فيها، فساد حكومات ما بعد ٢٠٠٣، أي من فساد حكومة مجلس الحكم الى حكومة علاوي فالجعفري فالمالكي والعبادي وعادل عبد المهدي، ولكم ان تتصوروا اي غيلان سيواجهها الرجل، وقد تربت وترعرت في ظل فساد سياسي محمي بسلطة الدولة وتحت مختلف الاردية، وهو لوحده، الا من شارع موحد وغاضب ضد الفساد، ومرجعية دينية شريفة تدعمه سراً وعلانيةً، وبعض الاعلام الوطني المؤمن بعدالة الفكرة والهدف.

نعم، ايها القارئ العزيز، يقول القريبون  من اجواء الحكومة، ان الرجل سيزيل ورقة التوت عن عورة الفساد المغطى بقداسات زائفة، وشعبويات مخادعة، وقد تسقط على يد لجنة المقاتل الشجاع احمد ابو رغيف رؤوس كبيرة وسيشكل سقوطها مفاجأة مدوية.

فالكاظمي الذي نزع عنه كل ما يمكن ان يمس بمنهجه الاستقلالي، يندفع اليوم بحماسة اخر المحاربين الشجعان، ليدخل هذه الغابة العجيبة والتي فيها ما فيها من افاعي الفساد، ولتعجبوا من تنوعها، فبعضها، سياسي والأخر قد يكون عسكري، أو حتى حشدي، او ربما يدعي ذلك، وثمة اخرون قادمون من منابع البيروقراطية العميقة المتجذرة، وكل هذه الخلطة الغريبة ستكون هدف الرجل هذه المرة, فأي قيامة ستقوم وبانتظار العراق عما قريب؟.

ما رشح من معلومات تقول ان الرجل سيفعل ما عجز عنه كل من صدعوا رؤوسنا بملف مكافحة الفساد، ولكنهم سكتوا ولم يأتوا بمدير عام واحد على سبيل التغطية، فيما ينتقدون الان حكومة الكاظمي التي جرت الرؤوس الكبار، وستجر المزيد منهم.

اذن، هي كلمة حق يجب ان تقال ان هذه المواجهة هي المنتظرة، وهي المرتجاة، وهي بوابة الانتقال نحو عراق اخر، فهل سنكون جميعاً عضداً للرجل، ام سنكتفي بالتفرج في معركة قد لا تحدد مستقبلنا نحن فحسب، بل مستقبل اجيالنا القادمة، فماذا نحن فاعلون؟.

علق هنا