بعد ان بدأ المواطنون يثقون بلجنة مكافحة الفساد.. هل سيعيد الفريق (ابو رغيف)، رغيف الخبز المسروق ؟

بغداد- العراق اليوم:

سنوات والناس تنتظر، والكل يتأمل متى تبدأ نهاية أمبراطوريات الفساد، ومتى يتوقف مسلسل سلب قوت الفقير، ومتى تشبع الحيتان من السحت الحرام؟.

كل هذه الانتظارات كانت تعززها نكسات ونكبات حين تنكفئ السلطة، ويخنع المتصدي، ويتراجع المتقدم، فيزداد الفاسدون فساداً، ويزداد الفقير فقراً، حتى تمادى الباغي، ولم يدرِ أن الدوائر ستدور عليه يوماً ما !.

ولأن دورة الباطل قصيرة مهما طالت، ولأن " الفقير يشور ويعثر" كما يقول أهلنا في الجنوب، فأن الإرادة الإلهية صدرت على ما يبدو، لتنتهي دورة هذا الباطل، ويجهضه الرجال الأقوياء الأشداء الذين  لا تأخذهم في الحق لومة لائم، والذين نذروا أنفسهم لدحر الفساد وملاحقة رؤوسه الكبيرة، وهذا ما يراه العراقيون اليوم وهم في فرح غامر، حيث بدأت هذه الأمبراطوريات تتداعى، وبدأت رؤوس الفساد يضرب بعضها البعض، والكل يبحث عن منفذ ومخلص من قبضة أبو رغيف الفولاذية، ولجنته الشجاعة التي تحصي على الفاسدين أنفاسهم، وبدأت تدك معاقلهم دون خوف أو تهيب.

نعم، فاليوم يعيد الكاظمي الهيبة للدولة، ويستعيد من أفواه الفاسدين المفتوحة رغيف الفقراء، ويوقف عمليات نهبهم، ويبدو  أن المسلسل في بدايته، والموسم في أوله، ولا نزال ننتظر من ابو رغيف ولجنته المزيد من جلب هولاء السراق الذين حولوا نهار الوطن الى ليل بهيم، وأضاعوا أمل الناس في غدِ افضل، وجعلوا العراق والعراقيين يعيشون كوابيس الفساد، فكلما سمعَ العراقي عن مشروع خدمي او تعليمي أو صحي او تنموي وضع يده على قلبه، وهو يردد مع نفسه " سيسرقه هولاء الحيتان، ولن يصلني منه شيء!".

نعم، فنحن لا نرفع سقف التوقعات بلحاظ هذا الواقع الملتبس، وما يمكن أن يؤدي الاستمرار بهذا النهج دون روية ودون حساب التوازنات، فنحن مع أبو رغيف وقبله مع الرئيس الكاظمي في معركتهم ضد الفساد والفاسدين، وكلنا أمل أن ننتصر جميعاً، ولكننا مع استكمال كل ادوات واستحضارات المعركة الفاصلة، فهذه الحيتان النهمة قد احاطت نفسها بأسوار، ولن تفلح اللقاحات الشديدة في اختراق شرنقتها اللزجة بالمصالح والتداخلات النفعية وشبكات التخريب والتدمير للاقتصاد الوطني.

لكن النصر حليف العراقيين بلا شك ونحن مطمئنون ان أبو رغيف المسنود بذراع الكاظمي، وقلوب العراقيين، وبهذه البسالة الشخصية والاستقتال والإقدام سيعيد رغيف الفقراء والمحرومين ولو كلفه الأمر ما كلفه.

علق هنا