بماذا يختلف عراق الكاظمي عن عراق الأمس ؟ المحرر السياسي في " العراق اليوم" يفتح ملف التسويات، والخروج من عباءة المحاور المتصارعة، وفتح بوابات الحوار

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي في (العراق اليوم) :

يمضي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قدماً في مشروعه الذي يتبناه في المنطقة العربية والاقليمية، محاولاً تقليص ثمن الفاتورة التي على العراق دفعها نتيجة لاستمرار تقاطع المحاور المتضادة؛ بعد أن دفع ثمناً باهظاً فيما مضى من امنه وأرضه وسيادته، كما يحاول الكاظمي مصحوباً بارث ثقيل من الهواجس والشكوك والتوجس الذي يواجهه في الداخل ان يستثمر في رأسمال الدولة العراقية الرمزي وقدرتها على تحويل الصراع إلى لحظة مصالحة قائمة على فهم مصالح كل الأطراف وتأمين خطوط عامة لكل منها بعيدا عن سياسات الأضرار بالآخر أو الاعتداء عليه.

يبدو ان بناء استراتيجية خارجية بهذا الحجم امراً صعباً خلال عدة أشهر مع كم المشاكل المحيطة بالمنطقة وكذلك سعة الخلاف واتساع الصراع وانفتاحه؛ لكن الرجل مضى بعيدا في مسار التقريب بين وجهات النظر ولا يزال يعمل من أجل تقليص الفجوات بين كل الأطراف المتصارعة حول العراق.

في هذا الشأن بدأت ملامح خطة جديدة للدفع بدول معتدلة إلى أن تأخذ دورها في عملية صناعة تقارب إقليمي بدلاً من إنخراطها في المحاور المتضادة، مما يعني تطويق الخلافات وحصرها، وأيضا توسيع دائرة الدبلوماسية في حلحلة الأزمات بدلاً من المضي في سياسة  تكتل هذه الدول  ومحورتها.

الدبلوماسية العراقية اليوم تبدو في ابهى حالاتها، وفي ربيعها الحقيقي، وهو ما يعطي الأمل بقرب انتهاء أزمة الجنوح المستمرة لسياسات الصراع، والانطلاق بشكل سريع نحو بناء سياسات تكامل اقتصادي وتجاري فضلا عن المباشرة بانجاز مصالحات غير مألوفة بين دول جوار العراق المتصارعة.

لكن ما الذي يجنيه العراق عمليا من هذه المصالحات، والإجابة يمكن أن تتخلص فيما يلي :

* ان إجراء حوار دولي مباشر في المنطقة المحيطة بالعراق من شأنه سحب فتيل الحرب التي كادت أن تشعل منطقة الخليج برمتها وكان العراق سيكون اول ضحاياها اقتصاديا وحتى بشرياً.

* إيقاف سياسات تكسير العظام اقتصادياالتي تمارس  عبر سياسات تخفيض أسعار النفط الخام وهو السلعة الرئيسة التي يعتمد عليها العراق في تمويل اقتصاده الريعي.

* منع هذه الأطراف المتصارعة( إيران- السعودية - تركيا ) مثلا من اتخاذ الساحة العراقية ميداناً لصراعها وبالتالي أخراج العراق من تلك الحسابات.

* خلق بيئة آمنة في المنطقة برمتها مما ينعكس ايجاباً على العراق ويعزز من قدراته في إعادة البناء والاستقرار.

* الدفع بالمزيد من فرص التنمية وتطوير العلاقات مع مختلف الدول بعد أن يستعيد العراق عافيته ويستعيد موقعه الدبلوماسي على الساحة الدولية.

علق هنا