بغداد- العراق اليوم: رغم الإنشغلات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تشغل بال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وتأخذ جل وقته، إلاً أن الرجل الذي يفكر بما لم يفكر به سابقوه في رئاسة الحكومة، لم ينس السير في الطرق الوعرة المنسية، ومعالجة مشكلاتها واوبئتها، لاسيما الأمراض الاجتماعية والاقتصادية، التي بات بعضها للأسف (واقع حال) بل وبات أمراً طبيعياً مقبولاً، مثل التسول، ولنقل وباء التسول، فهو وباء خطير استوطن في العراق ونما وعشش حتى استفحل، بحيث لم يعد ظاهرة اجتماعية تأتي وتمضي مثل أي ظاهرة اخرى، لذلك، وبعد إن غزا المتسولون - من مختلف الجنسيات - شوارع بغداد، وأصبحت شوارعنا (محتلة) بإمتياز من قبل المتسولين، والعصابات التي تدير انشطة التسول وتتاجر به، توجه الكاظمي بقوة نحو هذا الوباء الخطير، فعرضه اولاً في اجتماع مجلس الوزراء بالاسبوع الماضي، واستحصل قراراً من المجلس بمكافحته، ثم أصدر توجيهاً رسمياً الى وزارة الداخلية، لمتابعة العصابات التي تتاحر بالتسول والمتسولين، والقضاء على انشطتها الخارجة عن القانون. وقد أكدت وزارة الداخلية، اليوم الجمعة، أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد شدد على تكثيف الجهود لمحاربة عصابات التسول. حيث قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا إن "موضوع التسول مشكلة مجتمعية وظاهرة غير حضارية واليوم أينما يذهب المواطن يشاهد المتسولين في جميع الطرقات والأسواق والدوائر تقريباً "، مضيفاً أن "هناك ثلاثة أنواع من المتسولين: النوع الأول هم المتسولون المحتاجون ،وهم الأشخاص الذين يكونون تحت خط الفقر، ويقومون بالتسول لتوفير أدنى مستوى من احتياجاتهم الفعلية". وتابع: "أما النوع الثاني فهم الأشخاص من الجنسيات غير العراقية ومن بيهم الهنود والسوريون، وهناك مفارز من مديريات الإقامة تتابعهم، وأن الوزارة تقوم بتسفيرهم وإبعادهم عن العراق"، مشيراً الى أن "النوع الثالث وهو متعلق بعصابات الجريمة المنظمة، التي تستغل المتسولين، وهم المستهدفون من وزارة الداخلية". وأوضح المحنا أن "قوات الشرطة ألقت القبض في الفترة الماضية على عدد من هذه العصابات" مبيناً أن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير الداخلية عثمان الغانمي أكدا على بالتسول". ولفت الى أن "الشرطة المحلية مستمرة في حملاتها للقبض على المتسولين وإحالتهم للمحاكم".
*
اضافة التعليق