بين مؤيد لها، ومشكك يعتبرها "مؤامرة" .. الصحافة الايرانية تنقسم حول لقاء السيستاني مع البابا .. !

بغداد- العراق اليوم:

انقسمت الصحافة الإيرانية الى فريق مُرحب بالزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان للعراق ولقائه بالمرجع الأعلى الاسلامي السيد علي السيستاني، وبين فريق شكك بنوايا الزيارة، الى حد وصفها بالمؤامرة كما اشارت الى هذا بعض الصحف الراديكالية .

الاصلاحيون يرحبون

حيث رأت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية أن البابا والسيستاني باتا "حاملي راية السلام العالمي" ولقاؤهما هو "الحدث الأبرز في الحوار بين الأديان".

واعتبرت "شرق" أن اللقاء "رمزي يظهر أهمية التعاون بين أتباع الديانات المختلفة".

وعنونت صحيفة "إيران" الحكومية "انتصار للشيعية والمسيحية"، معتبرة أن زيارة البابا تظهر أن "المسيحية مستمرة في العراق" على رغم "المعاناة" التي تسبب بها التنظيم الجهادي لمسيحييه.

ولدى الصحف المحافظة، اعتبرت "رسالت" أن "البابا فرنسيس وعدداً من الدول الأجنبية يدركون أن حرية زيارة (العراق) تعود الى الدم الذي ضحى به الشباب الشجعان للمقاومة وحكمة المرجعية الشيعية العراقية"، في إشارة الى السيستاني.

ورأت الصحيفة في زيارة البابا "فرصة ثمينة للسلام"، وأنها تخفف من "معاناة (...) مسيحيي العراق" بسبب تنظيم الدولة الإسلامية بين العامين 2014 و2017

ورأت صحيفة "كيهان" المحافظة أن "الأمن (الذي ينعم به) المسيحيون العراقيون" وأيضا "الشعب المسلم في العراق" يعود بدرجة كبيرة الى "تضحيات (...) الشباب العراقيين" تحت قيادة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس اللذين اغتيلا بضربة جوية أميركية في بغداد في كانون الثاني/يناير 2020.

ورأت صحيفة "تعادل" الاقتصادية، أن هذه الزيارة سوف تكون عاملا في تحسين الوضع الاقتصادي للعراق، حيث توقعت أن تصبح منطقة "أور التاريخية في العراق محط أنظار السواح المسيحيين بعد أن وصفت بأنها مهد الأنبياء والأديان العالمية".

أما صحيفة "جهان صنعت"، فقد نقلت عن المحلل السياسي، مهدي مطهرني، قوله ان "الزيارة تحمل رسائل عدة، منها قبول السيستاني لبابا الفاتيكان، فهو لا يقبل بسهولة الاجتماع بشخصيات دينية بما فيها تلك التي تمثل التشيع"، في إشارة إلى زيارة رئيس السلطة القضائية الايرانية ابراهيم رئيسي الأخيرة إلى العراق وامتناع السيستاني عن الاجتماع به.

فيما أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" بمقالها الافتتاحي لمدير تحريرها، مسيح مهاجري، إلى أهمية زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق، حيث أكدت أن الزيارة تضمنت اجتماع شخصيتين كبيرتين هما بابا الفاتيكان الذين يمثل جميع المسيحيين وليس الكاثوليك وحدهم، والسيستاني الذي يمثل المسلمين جميعا، وليس الشيعة فقط".

الراديكاليون يعلقون ايضاً

أما الصحف غير المرحبة بزيارة بابا الفاتيكان إلى العراق مثل "كيهان" فحاولت أن تضرب على وتر الخلاف بين الطرفين ورأت في صدور بيانين لكل من السيستاني وبابا الفاتيكان دليلاً على وجود هذا الخلاف بين الشخصيتين.

في حين، قالت صحيفة "فرهیختكان" التي يديرها مستشار المرشد للشؤون الخارجية، علي أكبر ولايتي، إن "زيارة بابا الفاتيكان تتضمن نوعا من المؤامرة"، مؤكدة أنها "تأتي في إطار المحاولات الرامية إلى ترسيخ إسرائيل بحجة نشر خطاب السلام". كما اتهمت الصحيفة البابا فرنسيس، قائلة إنه "جاء إلى العراق بهدف نشر النصرانية بين العراقيين وتوسيع نفوذهم في العراق".

علق هنا