حين يصطاد (النصر) بالمياه العكرة، احداث الناصرية انموذجاً ..!

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي لـ(العراق اليوم) :

مؤسف حال بعض الناطقين السياسيين أو المخولين بإصدار بيانات بأسماء الأحزاب والقوى السياسية، أذ يحاول هولاء تجاوز الواقع، ورسم أدوار مزعومة أو موهومة لهم، أو محاولة تصوير أنفسهم كأنهم صُناع قرار ومؤثرون في خيارات الأمور.

مثلاً، طالعنا اليوم السبت، ائتلاف النصر، الذي يعود لرئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وهو ائتلاف متشظي بطبيعة الحال، ببيان صحافي، على لسان المتحدثة بأسمه، السيدة ايات مظفر نوري، يتحدث - البيان - عن أحداث الناصرية، وما يجري ويطالب باتخاذ خطوات فاعلة، والى اخره من هذه الديباجات والكليشيهات الجاهزة والمعبأة، البعيدة عن الوقائع والمجريات والتي عادة ما يتم "سلقها"  للإستهلاك المحلي ليس الإ.

فمن يقرأ هذا البيان، سيدرك أن مصدريّ هذا البيان، يعانون من حالتين، فأما هم منفصلون عن الواقع والأحداث، ولا بدركون ما حدث ويحدث بحيثُ تضمن بيانهم هذا، مطالبات بخطوات كانت قد حدثت منذ ليلة أمس، واجراءات اُتخذت منذ 24 ساعة، ومضت للتنفيذ والتطبيق، ولم ينتظر رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي يتابع كل شاردة وواردة، ويواصل ليله بنهاره، بيان " الأخو الاعداء" في النصر، ليتخذ هذه الأجراءات، فالرجل متواصل بخط حيوي ومفتوح وسريع مع الأحداث، بل نستطيع القول بضرس قاطع، أن الكاظمي انشأ غرفة عمليات على مدار الساعة، وحين نضجت امامه الخيارات، لم يتردد أن "يضرب بيد من حديد"، لا أن يكتفي مثل غيره بالتلويح ( ثم تنتهي 4 سنوات من عمر حكومته، ولم يرَ أحداً اليد والحديد، ولم نسمع بالضربة المزعومة) والعاقل يفهم الإشارة !!.

واذا أستبعدنا أنهم لم يعرفوا ولم يقرؤوا ما قامت به حكومة الكاظمي في الناصرية أمس، فالإحتمال الأخر، هو محاولة انكار الواقع، والقفز عليه، واللعب على مفردات لغوية، لتجاوز فاعلية وقوة وحضور رئيس الوزراء في الساحة السياسية، وهذا مؤسف حقاً ولا يمكن أن يكون حكيماً بأي حال، فلماذا ننكر الوقائع، وهي التي بات القاصي والداني يعرفها، وهل في تجاهلها مكسباً ام مجرد عملية تصيًد بالمياه العكرة، التي لا نتمناها لأحد، فالشارع العراقي واع، ويعرف الخفايا والهمزات واللمزات.

علق هنا