سؤال الى مصطفى الكاظمي: - ماذا فعلت يارجل ؟!

بغداد- العراق اليوم:

" موسم صيد الحيتان الكبيرة قد بدأ" هكذا علق صحافي ومراقب للشأن السياسي في العراق، فيما رد عليه أخر، بتعليق مماثل، بل أن " موسم تجفيف بحيرات الفساد قد انطلق، وسترى الحيتان تبحث عن مستنقعات آسنة لتختفي، ولن تجدها " !

هكذا كانت تتفاعل قضية توالي اصدار الأحكام القضائية ضد كبار المسؤولين العراقيين الضالعين بملفات فساد كبيرة، أو الذين بدأت لجنة مكافحة الفساد بمطاردتهم واعتقالهم وفق أوامر قبض قضائية صادرة من القضاء العراقي المُستقل، وسط ارتياح شعبي واسع، وتأييد من جهات دينية وسياسية واجتماعية لأن هذه الحملة قد أخذت هذه المرة مسارها الصحيح، محاكمات حضورية، واحكام قضائية مناسبة، وملفات ذات قيمة.

لكن التعليق الأخطر والاكثر دهشةً واثارةً ما ينقل عن أحدهم، وهو ممن يُحسبون على تلك البيئة " الحيتانية" أن جاز التعبير، نطقه لكلمة عراقية مشهورة ( والله صارت صد گ)، وهو تعبير عن الايقان بأن الفعل قد وقع فعلاً، وأنهُ تعدى كونه مجرد أمر متداول فحسب، ويبدو أن هذه التي "صارت صدگ "، قد عجلت موسم هروب الحيتان الكبيرة، أو على الأقل محاولتها بعد ان اصبحت دويلة الفساد العميقة تتساقط كأحجار الدمينو، وسط دهشة البعض من هشاشة هذا البناء الذي أسس على "شفا جرف هار ، فانهار به في نار جهنم " كما تقول الآية الكريمة.

اليوم بدأت المواجهة الحقيقية، وبدأت يد الدولة الضاربة القوية تأخذ مداها في ضربات وصفعات موجعة لكل من سولت له نفسه سرقة المال العراقي، والتعدي على حرمة الدولة ومؤسساتها واملاكها، ويبدو أن نسغاً متصاعداً قد بدأ في عمليات مكافحة الفساد، على غرار عمليات مكافحة الإرهاب المظفرة التي يقودها الفريق أول ركن عبد الوهاب الساعدي.

الرسالة الشعبية التي يوجهها العراقيون الى رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، والابتسامة والارتياح يعلوان ملامحهم، عبارة عن تساؤل محبب، وهو طريقة اعجاب عراقية خالصة، فحين يُعجب العراقي بفعل شخص ما، يسألهُ ماذا فعلت يارجل؟، أي بمعنى  اي فعل ممتاز هذا الذي قمت به، وبالفعل، سؤالنا جميعاً للسيد مصطفى الكاظمي: أي فعل هذا الذي قمت به، حين ضيقت على الفاسدين واذنابهم الحبل، وبدأت بتجفيف بحيرات الفساد، فظهروا للسطح مكشوفي الظهر، وغاب عنهم من وعدهم بالحماية من المساءلة، أو انقاذهم من يد سلطة الشعب الطائلة.

مرحى للكاظمي ولرجاله الشجعان وهو يخوضون ملحمة مكافحة الفساد كما خاضوا نيابةً عن شعبهم ملحمة مكافحة الأرهاب الداعشي ، وسنرى قريباً المزيد من هذه الحيتان المتكرشة خلف قضبان العدالة، عدالة الشعب العراقي الذي اذاقه الفاسدون مر الأيام، وسلبوه رغيفه، وتركوه يعيش اياماً صعبة ومعاناة لاتنتهي.

علق هنا