بغداد- العراق اليوم: وقف رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، صباح اليوم السبت، 13 شباط، 2021، أمام حشد هائل من المسؤولين الحكوميين، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب العراقي، فضلاً عن قادة الأحزاب والكتل النيابية، ليحول احتفائه بذكرى يوم الشهيد العراقي، الى لحظة مكاشفة سياسية وشعبية صادقة وحقيقية، وليعلن مرةً أخرى تأكيده على ثوابته التي انطلق بها مشروع حكومته منذ سبعة أشهر. حيث يرى المحرر السياسي في (العراق اليوم)، أن الرئيس الكاظمي، أعاد الكرة لملعب القوى السياسية، وحملها مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية، كما أنه أوضح للشعب بعامته منطلقاته الفكرية، وأيمانه العميق بأن " هذه اللحظة من تأريخ الزمن العراقي، أنما هي مفصلية ومحورية وقد تؤدي الى أن تدخل البلاد أطواراً أخرى، أو تتحول الى قبلة للبناء والتآخي والرخاء الاجتماعي".
وقال الكاظمي في كلمته، أن هذا اليوم الكبير بمعانيه العالية يضعنا امام مسؤولية التاريخ .. التاريخ الذي للأسف لم يعد البعض مهتماً كيف يكتب ولماذا يكتب ومن سيكتبه.
نعم التاريخ مهم، لأن شهداء الدفاع عن العراق بوجه الارهاب تاريخ .. وشهداء منهج الاغتيال الاجرامي بكاتم الصوت تاريخ .. والتاريخ لا يكتب صدفة .. كما لا يكتبه من لا يؤمن به "، لافتًا الى أنه من المؤلم ان تكون اغلب عناويننا التاريخية مقترنة بالشهادة، لكنه الم يثير الفخر والاعتزاز، مضيفاً " امامنا المسؤولية التي تصدت لها كل الامم الحية .. وهي تحويل المعاني التاريخية للشهادة الى فعل انجاز وبناء وتأسيس" .
الكاظمي اشار أيضاً الى أن " كل قطرة دم شهيد مقدسة تطالبنا ان ننجز بناء وطننا ونكتفي من التناحر والمتاجرة بالشعارات دون تطبيق فعلي، وأن كل وقفة حزن عاشها الشعب العراقي طوال تاريخه تطالبنا ان ننجز ونبني وان نقف بشجاعة لنوقف الانهيار".
الكاظمي استعاد اللحظة التاريخية من العام الماضي، قائلًا " في مثل هذه الايام من العام الماضي شعر الجميع ان شعبنا اصابه اليأس من العملية السياسية وفقد الثقة بالدولة، وفي مثل هذه الايام قبل عام كان العراق امام تحدي البقاء .. فكل شخص يفسر الاحداث بطريقته بنظرية المؤامرة او غير نظرية المؤامرة ..ولكن الحقيقة التي اؤمن بها شخصياً هي ان شعب العراق وصل الى مرحلة الاحباط واليأس من امكانية ان تنجز الدولة مسؤولياتها تجاه شعبها.
وأضاف ايضاً " لهذا تحديداً رفعت هذه الحكومة التي تشرفت بتكليفي برئاستها شعار (الدولة) منذ اليوم الاول ، وعملت لاستعادة منهج الدولة في كل المجالات، لان الغرض هو استعادة ثقة الناس/ الشعب بالدولة ومؤسسات الدولة ، وليس الغرض اضعاف القوى السياسية او خلق حالة الصراع.
الكاظمي بدا متفهماً جداً لطبيعة الصراع الدائر، بقوله " كنت ومازلت افترض ان الصراع والمناكفات السياسية (التي لم تتوقف ولله الحمد خلال 7 اشهر من تشكيل حكومتي) هي نتاج طبيعي لعدم وجود بيئة انجاز ولعدم وجود بيئة الثقة وحسن النية المتبادلة،لافتاً الى " اليوم توضع العراقيل بوجه الحكومة لمنع الحكومة من تحقيق انجاز لصالح مستقبل شعبنا، ولإبقاء هذا الشعب اسير الاحباط واليأس للاسف.
وتابع " اقول بصراحة وصدق .. انا غير معني بالمزايدات الانتخابية .. وانا اتجنب الرد على الاكاذيب والاتهامات والتزمت سياسة الصمت وعدم الرد حتى لانجر البلد الى اجواء التناحر سواء بين القوى السياسية او بين الحكومة ومجلس النواب.
وأردف "رغم كل العراقيل والممانعات .. حققنا العديد من الخطوات الايجابية في ملفات الازمة الاقتصادية العالمية وسيتجاوز العراق الازمة بعون الله ونطبق الورقة البيضاء الاصلاحية ، وحققنا خطوات ايجابية في ملاحقة الارهاب وتقوية المنظومة الامنية والعسكرية وتمكين مؤسسات الدولة، وحققنا خطوات ايجابية في مكافحة الفساد ، وحققنا خطوات ممتازة على مستوى العلاقات الخارجية، وساهمنا بلغة الحوار في منع تحول بلدنا من جديد الى ساحة خلفية للنزاعات الاقليمية والدولية.
وقال ايضاً " نحاول ان نسهم في تحقيق اعلى درجات التهدئة بين جميع الاطراف لنمنع الانزلاق مجددا الى المناكفات السياسية وتحل محلها اجواء الثقة ونتفرغ لبناء البلد.
وأكد " استطيع ان اقول ان مطلب التهدئة اصبح مطلباً داخليا و اقليمياً وعالمياً ، وان الحكومة العراقية ساهمت وتساهم في نشر اجواء الثقة بين دول المنطقة ، وهناك بيئة جديدة بدأت تنمو للوصول الى حلول لازمات المنطقة. العراق يستعيد دوره كعامل لصنع السلام وجامع لا مفرق. وشدد على أن " الانتخابات هي المعيار الاخلاقي للالتزامات الحكومية ولهذا نتعامل بشفافية مع هذا الملف، ومنحنا مفوضية الانتخابات كل الثقة والدعم للقيام بواجبها باجراء انتخابات نزيهة بوجود مراقبين دوليبن. وأختتم بالقول " امامنا فرصة تاريخية لاستعادة ثقة شعبنا بالدولة والديمقراطية وبالانتخابات كوسيلة تغيير ، يجب ان نستثمرها من اجل التصحيح والنهوض معاً والانطلاق الى المستقبل".
*
اضافة التعليق