بغداد- العراق اليوم: منذ اليوم الاول لتسنمه منصب رئاسة الحكومة العراقية، والأحزاب والقوى المختلفة، ووسائل اعلامها تشنع على الكاظمي، بأنه يملك ترسانة إعلامية مؤثرة، وأنهُ مدعوم من جيوش الكترونية يديرها ويصرف عليها، وأن للرجل قدرات وأذرعاً اعلامية طائلة، وهو يديرها بتأثيره، وبخلفيته الإعلامية والصحافية وامتداده في الوسط الثقافي العراقي، وهكذا كان مروجو هذه الإشاعة يعملون على تكريسها من خلال الضخ الإعلامي المُكثف، حتى بدأ الناس يصدقون هذا الأمر، ويحسبونه حقيقة ثابتة لا تتزحزح، فعملية التكرار المستمر في الإعلام جزء من عملية تكريس المفاهيم والحقائق وحتى غير الحقائق. لذا يمكن أن نسجل لكل هولاء الذين خاصموا الكاظمي لسبب ودون سبب، نجاحهم في جعل الناس تصدق هذه المعلومة، عن امتلاكه لجيوش الكترونية " عرمرمية" تتحرك بتوجيهاته وتأخذ أوامره، حتى نحنُ الذين نعرف الخفايا والحقائق، ونَخبر الفبركات كادت أن تنطلي علينا مثل هذه الأكاذيب الممهنجة. لكن الصورة المضببة والمضللة بدأت تنجلي كلما مر على العراق حدث سياسي أو أمني كبير، لاسيما الأحداث التي تأتي من صناعة الكاظمي نفسه، أو من طاقم حكومته، أو تلك التي تصنعها الظروف، حيث وجدنا في كل مرة الإعلام المعادي (لشخص) يلعب في الساحة لوحده، دون أن يقول له أحد على عينك حاجب! والعجيب أن بعض الأشخاص الذين قاموا برسم وصناعة فكرة "جيوش الكاظمي الألكترونية " لم يتراجعوا لحظة واحدة عن مواصلة الرسم والتلوين ( والترتيش) لصورة الجيوش حتى وهم يرون أن الرجل يتعرض الى حملات اعلامية ظالمة، تتحول أحياناً الى طعون وانتهاكات شخصية رخيصة، توجع وتؤذي كيانه، دون أن نرى (جندياً) واحداً من هذه الجيوش يتصدى للدفاع عنه!بل أن بعض خصوم الكاظمي كانوا ومازالوا يدعون ان الكاظمي لم ولن يستخدم هذه الجيوش الان، لأنه ليس بحاًجة لها في الوقت الحالي، فالكاظمي - حسب إدعاء هؤلاء- يحتفظ بهذه الجيوش من أجل إستخدامها في الوقت المناسب! والمضحك أن بعض الناس صدقوا هذه ( التخريجة) أيضاً ! ولكن الأحداث السياسية والأمنية والإقتصادية الكبيرة لم تتوقف عن فرض وجودها على الساحة العراقية، وعلى حكومة الكاظمي، وبدأت حرب الإعلام المدفوع ثمنه، تتصاعد وتيرتها، وتصل الى مناطق ضحلة لم يصل لها الإعلام العراقي من قبل. وكانت للكاظمي من هذه الحرب الكريهة حصة الأسد، بحيث تعرض الرجل الى حملات إفتراء وتسقيط وتشويه لم يتعرض لها مسؤول عراقي من قبل! ورغم كل هذه الهجمات الإعلامية الشخصية العنيفة ضد الكاظمي، لم نجد (فصيلاً) واحداً من جيوشه الأكترونية أطلق قديفة واحدة دفاعاً عنه! ولعل ما يتعرض له الكاظمي ولجنته الخاصة التي شكلها لملاحقة حينان وأباطرة الفساد والتحقيق معهم من حملات عنيفة لم تتوقف منذ ثلاثة أيام، بحيث استخدم خصومه ضده، كل اسلحة الدمار الاعلامي الشامل! ولكن، رغم كل هجمات الطعن الإعلامي المتواصلة ليل نهار، وحملات التضليل الممنهج التي يتعرض لها الرجل حالياً، لم نجد من يتصدى لها، ولو بطرف خجول، ولا تجد من ينبري للرد على مثل هذه الشبهات والأفتراءات كلما اتخذت الحكومة خطوة، أو كلما حاولت إصلاح شأن من شؤون البلاد. بل رأينا ونتابع بتعجب تنصل حتى بعض الجهات التي من واجبها الدفاع عن الدولة كمؤسسة، ووظيفتها أن تبين الحقائق للناس، بل حتى أن شبكة الإعلام العراقي، باتت توازن موقفها كونها تمثل الدولة ككل ولا تمثل رئيس الحكومة. بإستثناء بعض الاصوات المنصفة التي تنبري للدفاع عن الرجل بين فينة وأخرى، منطلقة من واجبها الوطني والمهني والأخلاقي لا غير ! هنا فقط كشف الواقع الحقيقة جليةً، وبات الناس يعرفون أي افتراء كان يضخه المغرضون، فالكاظمي لا يملك أي جيش الكتروني، ولا يملك أدوات إعلامية، ولا يملك اقلام تكتب للدفاع عنه، قدر ما هي " حمية من البعض" وانحياز للحقيقة وللموضوعية، فيتطوع القليل من اصحاب القلم الوطني كما ذكرنا لبيان بعض المواقف، وتوضيح بعض الحقائق، وهي ليست دفاعاً عن الكاظمي كشخص فقط، بل دفاعاً عن الحقيقة التي يجب ان تصل للناس دون ان تختلط بالتزييف، أو يتعمد اصحاب المنابر تغييب الرأي الأخر على الأقل. وبالعودة الى ما سبق، فمن حق المتابع أن يسأل أي مدعٍ عن وجود مثل هذه الجيوش المؤجرة، ولماذا تتأخر في دفاعها عن الكاظمي وعن حكومته، ومن حقنا ان نسأل هذه الجيوش المفترضة متى ستتدخل، ومتى ستنبري للدفاع وأخذ دورها، أم أن حالها كحال صاحبنا " ابو خنجر" الذي تعرض له قطاع طرق فسلبوه ماله ومتاعه ودابته، وحين عاد وسأله الناس عن " الخنجر" الذي في خصره، اجاب بثقة أنه " لوقت الضيق!"، فهل سيجب هذا الجيش المزعوم مثلاً انه ( مضموم) لوقت الضيق أيضاً؟ أن كذبة وجود مثل هذا الجيش ما عادت تنطلي على أحد، ولا يمكن لعاقل ان يصدقها، بل هي جزء من اكاذيب المتضررين من الكاظمي، سواء اولئك الذين يلاحقهم بسيف العدالة والقانون، أو اولئك الذين لا يروق لهم أن يروا الدولة تستعيد عافيتها مجدداً، وتستعيد الأمن والنظام، وهم يعرفون أن في هذه الأستعادة ستكون نهايتهم الحتمية، لذا تراهم يخترعون مثل هذه القصص الخرافية.
*
اضافة التعليق