من هم الذين قصدهم الكاظمي في تغريدته أمس : " البناء نتاج احترام الدولة ومؤسساتها "؟!

بغداد- العراق اليوم:

اذا كانت هناك من مشروعية لحراك تشرين 2019، فأن مشروعيته الوحيدة والأكيدة، هو الشعار الذي رفعتهُ الجماهير أنداك، للمطالبة بوطن تحترم فيه الحريات، وتصان فيه الحقوق، ويتساوى فيه السكان على مبدأ المواطنة، ويكون التفاضل فيه قائماً على مبدأ القدرات والكفاءات والمؤهلات. لذا فإن هذه الشعارات بما مثلتهُ من طرح موضوعي كانت محط إعجاب واحترام طيف شعبي واسع، وتأييد من قبل المرجعيات والمؤسسات الدولية، لكن دون هذا يصبح الأمر، أو على الأقل من يدعي ارتباطه بهذا الحراك أو صلته الفكرية، يصبح تطفلاً، خصوصاً اذا ما  تم القفز  على مثل هذه المطالب العادلة، والانتقال الى خانة التناكف السياسي، والتنابز الاجتماعي، وتمثل روح التمرد غير المحمود على مؤسسات  الدولة الشرعية والاعتداء على مصالح المجتمع العامة.

المؤكد هنا أن الحراك بريء كل البراءة من هذه الارتكابات الخاطئة، وأنه لا يعتمد مثل هذه الأساليب غير الجديرة بالاحترام، لاسيما أن  الحراك المطلبي النقابي الوطني الذي جرى، أختار حكومة من رحمه، وتوافق عليها، لتنجز المهام العليا التي خرج من أجلها، في إستعادة هيبة الدولة، وحفظ كرامتها، وأحترام مؤسساتها، والدفاع عن مصالحها، وأيضاً التعجيل باجراء انتخابات وطنية شاملة، بمراقبة أممية، وأشراف حكومي محايد.

لكن ما يجري من تصرفات فردية تارة، أو فئوية تارةً أخرى، يسيء للأسف لجوهر الحراك، أو على الأقل يساهم في تضبيب الصورة امام المتابع، فالحراك الذي أخذ ينتظم، ويسير في مساقات الدستور والدولة والنظام، يرفض قطعاً، الاساءات غير المبررة للرموز الوطنية، والاعتداء على مؤسسات الدولة الشرعية، أو قطع الطرق العامة، وتخريب منشأت المجتمع التي تعمل للصالح العام.

لذا كانت التغريدة الأخيرة لرئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي حازمة وحاسمة في تأكيد النهج الداعم للحراك الوطني المطلبي، والعمل المُتسارع لتلبية مطالبه المشروعة، وأيضاً رفضاً قاطعاً لكل عمليات الهد التي تجري بالتزامن مع عمليات بناء الدولة التي يقوم بها الكاظمي وحكومته.

فقد اعتبر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أن البناء لا يتم بالتجاوز على الرموز والمقدسات وضرب المؤسسات وقطع الطرق.

وقال الكاظمي في تغريدة له على “تويتر”، “لن نتنازل عن بناء الدولة وهيبتها وأنجزنا الكثير لحل الأزمات الأمنية والاقتصادية والصحية”.

وأضاف أن “الانتخابات استحقاق وطني يحتاج لتضامن سياسي واجتماعي والبناء لا يتم بالتجاوز على الرموز والمقدسات وضرب المؤسسات وقطع الطرق”.

علق هنا