بغداد- العراق اليوم:
بمقياس الثروة هو أكثر الأشخاص تحقيقا لها في 2020 حتى ناهزت 185 مليار دولار، وبمعيار إطلاق العنان للتخيل فأيضا إيلون ماسك يتصدر المشهد.
فإيلون ماسك مؤسس كل من شركة تسلا للسيارات الكهربائية وشركة سبيس إكس لعالم الفضاء، يعد أكثر الشخصيات إثارة للانتباه في مجتمع الأعمال العالمي، حتى بات واحدا من أهم الضالعين في رسم مستقبل العالم.
بفضل تسلا يتجه العالم نحو السيارات الكهربائية بقوة، وبالتوازي يحلم إيلون ماسك أن يقود البشرية لبناء أول مدينة على كوكب المريخ، لاسيما أنه أحد أكثر المؤمنين بوجود الكائنات الفضائية، بل ذهب إلى أن الفضل يعود إليهم في بناء الأهرامات.
وفي حوار مع شبكة "بي بي سي" فتح ماسك خزائن أسرار نجاحه الباهر، والتي يمكن تلخيصها في 6 نقاط في السطور التالية. 1- عش حياتك
على الرغم من اشتهار ماسك بتقديس العمل وتخصيص 120 ساعة من وقته أسبوعيا في غمار حياته المهنية من أجل تلبية الطلب على الطراز 3 من سيارات تسلا، لكن هذا لم يمنعه من الاستمتاع بحياته بالطريقة التي يفضلها.
وهناك علامات على حياة ماسك، أبرزها تدخين المخدرات في بث حي عبر الإنترنت، ومعارضته القوية لقيود إغلاق الاقتصاد بسبب جائحة كورونا.
ونعت الذعر حول الفيروس بالغباء، ووصف إجراءات الحجر الصحي بأنها "حبس تعسفي".
وأعلن في الصيف عن اعتزامه بيع جميع ممتلكاته المادية التي يقول إنها تثقل كاهله بالمسؤوليات والمشاكل.
ورغم كل ذلك، أعلن ماسك في سبتمبر/أيلول أن تسلا ستنتج سيارة كهربائية ثمنها 25 ألف دولار في غضون ثلاث سنوات.
وكذلك على الرغم من انفجار المركبة الفضائية "ستارشيب" بعد 6 دقائق من تجربة إطلاقها وكان تحمل آمال نقل البشر إلى المريخ، إلا أن مؤسس سبيس إكس وصف التجربة بأنها نجاح رائع. 2- لا تفقد شغفك
أدرك ماسك أن أهم عوائق السفر إلى الفضاء هو غياب الوسائل التي تنقلنا إلى هناك، لأن تكنولوجيا الفضاء كانت باهظة التكلفة، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء شركة لإطلاق الصواريخ واستكشاف الفضاء بأسعار أقل نسبيا.
ويقول مؤسس سبيس إكس إن الهدف من تأسيس الشركة لم يكن جني المال بقدر ما كان إرسال بشر إلى المريخ، وإنه يعد نفسه مهندسا أكثر من كونه مستثمرا، وأن الدافع الذي يحفزه للعمل هو رغبته في حل المشاكل التقنية.
وأدرك ماسك أيضا أن كل عقبة يتجاوزها ستساعد جميع الشركات التي تبحث عن حلول لنفس المشاكل، لذلك سمح للجميع باستغلال براءات الاختراع التي سجلها في مجال تكنولوجيا تصنيع السيارات الكهربائية، وعدم مقاضاة أي شخص يريد استخدامها. 3- المال ليس الهدف الوحيد
هي الركيزة التي انطلق منها ماسك في عالم الأعمال، وعند سؤاله في 2014 عن حجم ثروته، قال بشكل واضح "أنا لا أكدس الأموال في مكان ما، بل أمتلك فقط عددا معينا من الأسهم في شركات تسلا وسبيس إكس وسولار سيتي، وهذه الأسهم لها قيمة سوقية".
والآن فإن قيمة أسهم تسلا تتجاوز 700 مليار دولار، أي تتخطى إجمالي قيم شركات عملاقة تشمل فورد، وجنرال موتورز، وبي إم دبليو، وفولكسفاجن، وفيات كرايسلر، وفيراري.
ورغم ثروة ماسك الضخمة فإنه يستبعد أن يموت ثريا، ويطمح في إنفاق أمواله في بناء مستعمرة بشرية في المريخ. 4- لا تخش وضع أهداف كبرى
عند النظر إلى مسيرة ماسك فإنه يخترق مجالات جديدة تماما أو التي لم يُقطع فيها شوط كبير كاف.
الأهداف التي أعلنها تتسم بالجرأة الكبيرة، فهي تسعى لإحداث ثورة في صناعة السيارات، والعيش على المريخ، وتصنيع قطارات فائقة السرعة في أنفاق مفرغة من الهواء، وزرع الذكاء الاصطناعي في أدمغة البشر وتطوير محطات الطاقة الشمسية وصناعة البطاريات.
وقد يكون القاسم المشترك بين هذه الغايات، أنها تشبه قصص الخيال العلمي في الثمانينيات من القرن الماضي.
ولذلك يقول ماسك "لا تخف من رفع سقف الطموحات، لأن الأهداف المتواضعة أصبحت جزءا أصيلا من الأنظمة التحفيزية في معظم الشركات".
وينصح بأن تركز على إنجاز الأهداف التي يصفها بأنها "ستحدث أثرا في حياة الناس".
لذا يسعى ماسك لتحقيق هدفين أساسيين، الأول هو تعجيل التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.
أما الهدف الثاني فهو ضمان بقاء الجنس البشري على المدى الطويل من خلال إقامة مستعمرة بشرية على المريخ لضمان التنقل بين الكواكب. 5- استعد للمجازفة
انطلاقا من الأفكار السابقة والمخاطرة الكبيرة التي تحملها، ستستنبط بالتأكيد أن المجازفة أحد أسرار مؤسس شركة تسلا.
وهو ما فعله ماسك في 2002، عندما باع حصته في أول مشروعين في حياته، وهما دليل مدينة الإنترنت "زيب2"، ومنصة "باي بال" للدفع عبر الإنترنت، وكان حينها في الثلاثين من عمره وحقق ثروة قدرها 200 مليون دولار.
وواجه بعد ذلك جميع أنواع المشاكل التي قد تواجهها الشركات عند تدشينها. ففي شركة سبيس إكس فشلت تجارب إطلاق الصواريخ ثلاث مرات متتالية، وواجهت تسلا مشاكل في الإنتاج وسلاسل التوريد والتصميم.
حتى عند اندلاع الأزمة المالية العالمية في 2008، يقول ماسك "كان أمامي خياران، إما الاحتفاظ بالمال والتضحية بالشركات وبين إنفاق الأموال المتبقية في البنوك على الشركات لإنقاذها من الانهيار".
واختار رجل الأعمال البارز إنفاق أموال طائلة على شركاته، حتى وصل به الحال إلى أن اقترض من أصدقائه لسداد نفقات معيشته. 6- تجاهل النقد
تعرض ماسك لصدمة كبيرة عنما شعر بسعادة الخبراء والمعلقين عندما تعثرت شركاته، إلى درجة أن منتديات عديدة كانت تضع ساعات للعد التنازلي لنهاية تسلا.
ومن ثم، ينصح ماسك بعدم الاكتراث للنقاد، ويقول "أنا أو غيري لم يتوقع على الإطلاق أن تدر سبيس إكس أو تسلا أرباحا كبيرة عندما أسستهما، لكن المؤكد هو تجاهل المتشائمين والمضي في تنفيذ خططي".
*
اضافة التعليق