مازن الحيدري يكتب عن الكيبورد، والقلم أبو المسًاحة !!

بغداد- العراق اليوم:

ثالوث الكتابة

لم يستطع گوگل إيجاد تاريخ محدد لدخول القلم ابو المساحة عالم الكتابة والمدارس !!

لكن تاريخه المشرف الذي جاوز الخمسين عاما على اقل تقدير يمنحه أسبقية وافضلية على الكي بورد الذي نكتب به الان وفيه مفتاح الدليت الذي يمسح ويمحي مانشاء مثلما كان يفعل قلم الرصاص ابو المساحة !!!

شكل ظهور القلم ابو المساحة طفرة في عالم ادوات الكتابة المكون من ثالوث متكامل القلم الممحاة والمبراة .. او حسب لهجتنا وتسميتنا العراقية : قلم ومساحة ومقطاطة !!

حقيقة لا اريد التشتت في حديث صباح اليوم المخصص للقلم ابو المساحة ،، ولا اريد التطرق الى المِساحّة التي مرت بمراحل مختلفة بدئاً من القطعة بيضاء اللون او تلك ذات اللونين الوردي والازرق مستطيلة الشكل والتي تكون اشد صلابة من البيضاء الطرية والتي كنا نعتقد بقابليتها على محي ما كتبناه بالقلم الباندان وهو نوع من أقلام الحبر ، ويبدو ان مِساحّة الحبرِ كانت تزيل طبقة من الورقة لإزالة ماخطه القلم وقد يصل الامر الى احداث خدوش وتمزق للورقة عند موضع المسح المقصود !!

في حين كانت المساحة البيضاء الناعمة تذيب نفسها بطراوة وهي تلامس صفحة الدفتر وتترك فتاتاً يشبه قطع الخيط القطني على الورقة والتي نزيلها بنفخة بسيطة تتزامن مع مسحة خفيفة من ظاهر الكف القريب من الخنصر !!

ثم جائت المساحة الملونة ام الريحة ، والتي كانت تثير فينا الشهية لقضمها وهي التي  تشبه العلكة الملونة شكلا وعطرا ، وكانت حقيبة المدرسة تعيش صراعا مابين عبق رائحة المساحة المغري وما بين رائحة اللفة اليومية !!

لم يخطر في بال مخترع القلم ابو المساحة انه قد سبب توترا شديدا واضاف تعقيدا للعلاقة بين القلم والمساحة وانه احدث شرخا كبيرا في العلاقة المتناغمة بين ثالوث الكتابة .

كان دمج المساحة مع القلم وربطها الى الاسفل نوعا من الإهانة التي تعرضت لها المساحة والتي انتظرت طويلا حتى استرجعت هيبتها في عهد الكي بورد حين حصلت على مفتاح كبير تفوق مساحته مساحة اي حرف آخر ، واصبح بامكانها محي كل الكلمات بلمسة واحدة ودون ترك أي أثر !!

سأرسل لكم ماكتبت ، ولكم الحق في استخدام الدليت كي تمحوا كل السطور بضغطة واحدة على مفتاح مِساحّة العصر التي تزيل الكلمات كما لم يفعل اسلافها من قبل ،، لكني سأكمل كتابتي التي ابتدأت بالقلم ولن تنتهي بالمساحة !!

مازن الحيدري

مقالات مع قهوة الصباح

٨ كانون الثاني ٢٠٢١

علق هنا