بغداد- العراق اليوم:
لا يفتأ القادة السياسيون والعسكريون الايرانيون من التأكيد بمناسبة ودونها على التأييد المطلق والترحيب الواسع بحكومة الكاظمي الانتقالية، والتعبير عن دعمهم لها في بسط الأمن والاستقرار واستعادة هيبة الدولة والقانون، فضلاً عن تعبيرهم عن احترامهم لشخص رئيسها الكاظمي، الذي وصفوه بأكثر من مرة وأكثر من محفل، بأنه شخصية وطنية عراقية تتمتع بالكثير من الدعم والتأييد الشعبي. هذا " الغزل" السياسي، أو الود الذي تظهره طهران، يرى البعض أنه لو تحول لواقع حقيقي، فسيكون مردوده كبيراً وإيجابياً على مستوى تعميق العلاقة مع الجانبين، والقفز بالعلاقات الى مستويات مثالية، بين دولتين جارتين تؤثران بقوة في محيطهما، ولهما مصالح مشتركة كثيرة، وقد يُسهم الكاظمي بما لديه من علاقات وتقاطع مصالح مع كثير من البلدان في لعب دور مهم ومؤثر في أي صفقة قادمة تجنب ايران والمنطقة ويلات صِدام عنيف- لا سمح الله-. مؤخراً، مع تصاعد الهجمات على منشأت وبعثات دبلوماسية غريبة، وصل قائد فليق القدس الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني لبغداد، والتقى رئيس الوزراء الكاظمي في زيارة رسمية مُعلنة، ليؤكد له الدعم التام والتأييد من جانب حكومة الجمهورية الإسلامية، وحرص القيادة الإيرانية على استقرار العراق، وحماية مصالحه، كما رفض خلال هذه الزيارة، الأعمال غير المسؤولة التي يقوم بها بعض الخارجين عن القانون في إستهداف البعثات الديبلوماسية، وما تعرضه للخطر بالنسبة لأمن ومصالح العراق. موقف قاآني، لم يمضِ عليه أسبوع حتى أكده وزير الطاقة الإيراني، رضا اردکانیان، الذي عبر للكاظمي شخصياً في لقائه به اليوم في بغداد، عن تمنياته وحكومتهِ، بالمضي قدماً نحو تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فضلاً عن دعم خطواته الأمنية في مواجهة السلاح المنفلت وضبط الجماعات الخارجة عن القانون، وبسط الأمن والاستقرار في عموم البلاد بقوة القانون. هذه المواقف الإيرانية المتلاحقة، تضع بطبيعة الحال المراقب في حيرةً من أمره، حول مصداقيتها، ومدى جدية طهران في مثل هذا الدعم القوي والمعلن للحكومة في بغداد، لاسيما مع تصادفها مع أحداث لا يمكن تفسيرها، فمع مغادرة قاآني لبغداد، سقطت على المنطقة الدولية، التي تضم البعثات الدبلوماسية، ومنها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، ثمانية ضواريخ، وكادت أن تتسبب هذه الهجمات بتداعيات لا حصر لها، مع وصول الحكومة الى مرحلة نفاد الصبر، ازاء هذه الأستفزازات غير المبررة، واليوم ومع تأكيد وزير الطاقة الإيراني، رضا اردكانيان، مجدداً دعم حكومة بغداد، في ضبط الأوضاع الأمنية، ومحاربة السلاح المنفلت، يبزر السؤال الأهم: هل فقدت طهران تأثيرها وسطوتها على الجماعات المسلحة المرتبطة بها بشكل أو بأخر .. أم أنه نوع من السياسة التي تتبعها طهران، ففي العلن، ترفض، وفي الخفاء يمارس بعض من حلفائها مثل هذه الأدوار، التي تؤذي كثيراً مصالح العراق، وأمنه وأستقراره!.
والسؤال الاهم الذي يمكن أن يخلص كل ما تقدم، هو، هل مصلحة ايران السياسية والاقتصادية والامنية تكمن بدعم السلام والامن والاستقرار في العراق أم في دعم الفوضى واللا استقرار؟. ومن الأفضل لمصالح ايران دعمها لحكومة الكاظمي ام للقوى المسلحة؟.
*
اضافة التعليق