الكاظمي يكشف عن معنى السلطة لديه.. هل يبحث عنها لنفسه؟

بغداد- العراق اليوم:

يكشف رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، في حديثه اثناء ترؤوسه لإجتماع موسع للجنة دعم الإنتخابات المبكرة، عن فهمه السياسي للسلطة، راسماً من خلال ما يطرحه رؤية عميقة، وجديدة لمفهوم الحكم في البلاد، بعد سنوات طوال من التكالب، والأختلاف، والدماء التي سالت بين مختلف الفرقاء من إجل السيطرة على السلطة، وتسلم مقاليد الحكم.

الكاظمي يقول أمام الإعلام، وعدد كبير من كبار موظفي الدولة، أن " السلطة لديه ليست أرضاءً للذات"، بمعنى أنه " لا يفهمها كغاية، قدر فهمه لها كآلية للوصول الى المبتغى المنشود، وهو تحقيق أعلى درجات الكمال الإجتماعي، من خلال تحويلها الى رافعة تعمل على الإرتقاء بالمجتمع، وقيادة تطويره، وتنجز استقلاله، وتبني شخصيته الحضارية كشعب مساهم في حركة التنمية والبناء الأقليميتين، بل والعالميتين، بإعتبار العراق مهداً وجذراً للحضارات التاريخية.

بهذا المفهوم المختلف جذرياً عن المفهوم الشرقي، يؤسس الكاظمي لمدرسة خاصة في العمل السياسي غير التقليدي، مضيئاً من خلال كلمته ايضاً على نقطة مفصلية، ويمكن أن تكون خللاً جوهرياً لم يجرِ الإضاءة عليه من قبل، من مسؤول بهذا المستوى، حيث يشير الى أن " القوى السياسية بعد 2003، جعلت من الفترة الإنتقالية فترة طويلة ومستدامة" وطبيعي أن يرافق هذه الإستطالة والإستدامة غير المحمودة، ارهاصات ومشاكل، وتنشأ اختلافات قادت في النهاية الى ما آلت اليه أمور البلاد والعباد.

الكاظمي ايضاً يعيد التذكير، بأهم مفهوم في إنشاء الدولة الحديثة، ويذكر الجميع بأن الدولة هي المؤسسة الأعلى في المجتمع، وهي التي تحتكر القوة لوحدها، وتطبقه بشكل عادل ليسود العدل والقانون، وتستقيم أمور المجتمع، وبغير هذا التوجه لن تقوم للدولة قائمة، ويمضي متعهداً ببسط سلطة الدولة، وليست دولة السلطة كما كانت في العقود الدكتاتورية، وبهذا المفهوم الحضاري يؤسس أيضاً لفهم أخر، وجديد للسلطة، التي نأمل أن يواصل قادتها العمل بهذا الإتجاه كي نصل الى عراق مستقل وتعددي وديمقراطي، ونحظى بإنتقال ناجز نحو غد أفضل لجميع فئات شعبنا.

علق هنا