بغداد- العراق اليوم: لم يتبقَ سوى أيام قلائل، ويودع (المخبول) دونالد ترامب، الرئاسة الأمريكية، ولربما للأبد، ولأنهُ من نوع شخصيات الكابوي (الترنتية)، والشخصيات المصابة بداء العظمة، وداء القوة الإستعراضية الهوليودية، فأنهُ لا يستطيع هضم مسألة فشله في الانتخابات لغاية الأن، لذا تراه يبحث بكل ما أوتي من قوة عن لحظة لتفجير هذا الغاضب الكامن، والخذلان والإنكسار النفسي الذي أصابه، فهل سيحصل على مبتغاه في بغداد، ومتى يعلن حربه الكونية على الجارة إيران، والتي ستشعل العالم برمتهِ، ويلبد سماء غريمه الرئيس بايدن، بغيوم سود لن تنجلي عن وجه البسيطة، الا بإنهار من الدماء القانية؟. يبدو في تصرفات القيادة الإيرانية، العقلانية وغير الراديكالية، أنها تريد أن تمرر بقية ايام ترامب دون أن تعطيه أي ذريعة لتنفيذ مخططه المدفوع بزخم عدائي من حليفه رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتياهو، الذي يواجه هو الأخر، مشاكلً سياسية داخل اسرائيل، ويبحث عن منقذ له من تفكك الائتلاف الحاكم، أو حزبه " الليكود" الذي قد ينتهي به معزولاً للأبد عن الحياة السياسية في دولة الكيان!. لكن ثمة من لايفهم هذه المعادلات، ولربما يتصرف بسوء نية، لتوريط المنطقة في حرب لا تبقي ولا تذر، وهذا أيضاً قد يكون بدعم وتحريض من بعض دول الإقليم التي لديها عداء ستراتيجي مع ايران، الأمر المهم في هذا التوتر، أن " البعض" يريد لبغداد، أن تكون بؤرته، ويحاول أن يحول العراق الى ساحة لإنطلاق الاشتباك الأمريكي – الإيراني، لذا فإن بغداد الآن، تعيش لحظات حرجة، مع أقتراب الذكرى السنوية لأغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، وأيضاً القائد في هيئة الحشد الشعبي الشهيد أبو مهدي المهندس، في غارة نفذتها طائرة امريكية في مطار بغداد العام الماضي. مع تصاعد التوتر، والحديث عن احتمال تطور الأمور الى اشتباك عسكري، وقد ينتهي الى أن يوجه ترامب ضربات عسكرية لأهداف عسكرية محددة وحساسة في إيران، يبدو أن الأخيرة بدورها تستعد لقرع طبول الحرب، حيث بدأ الخطاب العسكري الإيراني يرفع من وتيرة اللهجة التهديدية ضد امريكا ومصالحها في المنطقة، الا إن أجواء بغداد تتبلد الآن بشكل مخيف بطائرات أمريكية، وأيضاً استنفار أمني حول مقر السفارة الأمريكية التي تتعرض الى هجمات صاروخية من حلفاء يعتقد بصلتهم مع النظام الإيراني. هذا كله، يجري بالتوازي مع جهود مضنية يبذلها رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، لسحب فتيل الأزمة، من خلال ضبط الأمور في بغداد، ومنع حدوث الإصطدام الذي سيقود الى الحرب التي يتمناها ترامب، ويبحث عنها صقور متشددين في الجانب الأخر، حيث يريد الكاظمي أن يمضي الأنتقال السلمي للسلطة في الولايات الأمريكية بهدوء، دون أن يكون للعراق دور في تأجيج الصراع، وأيضاً يريد تجنيب العراق والمنطقة، وإيران كذلك من ردات فعل غير متوقعة، فهل ستنجح جهود الكاظمي في دفع هذه الغيوم السود التي تتجمع الآن، وتريد أن تسمح لغربان الموت أن تنعق بقوة في منطقة أدمنت الحرب.
بالمناسبة، الطائرات التي تحلق اليوم في سماء بغداد هي طائرات سلاح الطيران العراقي التي تتدرب للإشتراك بتقديم عروض جوية في الإحتفالات الخاصة بعيد الجيش العراقي في 6 كانون الثاني..
*
اضافة التعليق