بغداد- العراق اليوم:
في الوقت الذي تنبأ فيه رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، بخسارة واضحة للقوى الممثلة لحراك تشرين، مؤكداً انها لن تحقق شيئاً يستحق الذكر، فأن أنصار التيار الصدري في كل المحافظات التي يتواجدون فيها، باشروا اجراءات تحديث بطاقات الناخب بايومترياً، وبإعداد كبيرة، حيث يريد " الصدريون" حشد أكبر عدد من جمهورهم الناخب، أستعداداً لمنازلة حزيران الأنتخابية المرتقبة، في هذه الأثناء، أعلن الناشط في تظاهرات الناصرية، علاء الركابي وعدد من الناشطين في حراك تشرين عن تشكيل "البيت الوطني" لخوض انتخابات مبكرة يستمر رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي وفريقه الحكومي باجراءات التحضير لها، لاسيما مع إعلان مستشاره للشؤون الانتخابية، حسين الهنداوي، عدم وجود مشكلة في التخصيصات المالية الواجب توافرها لمفوضية الانتخابات لتنظيم هذا الإستحقاق. فيما تبدو عودة " البيت الشيعي" كفكرة، بادر الصدر الى الدعوة لاحيائها، صعبة التحقق في ظل اصرار غالبية القوى السياسية الشيعية التقليدية منها، والناشئة على خوض الانتخابات، في وقت اشار فيه، سياسي سابق الى أن " الصدريين" تخلوا عن هذه الفكرة، فأن نائب عن سائرون أكد المضي باحياء الفكرة على الرغم من صعوبتها. كما رأى السياسي العراقي نديم الجابري، أن التيار الصدري "تراجع عن ترميم البيت الشيعي"، في حين أشار إلى أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لا يتحمل مسؤولية الاخفاقات الحالية. وقال الجابري في برنامج تلفزيوني ، إن "اهتزاز العملية السياسية دفع البعض لطرح العقد الجديد"، مبيناً أن "التيار الصدري تراجع عن ترميم البيت الشيعي". وأضاف الجابري، أن "الارادة السياسية مجمعة على عدم تعديل الدستور"، مشيراً إلى "وجود نقمة شعبية متنامية قد تؤدي لإنفجار الشارع". وبين السياسي العراقي، أن "تظاهرات تشرين قد تتكرر خلال الفترة المقبلة"، موضحاً أن "رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي لا يتحمل مسؤولية الاخفاقات الحالية، وقد تسنم منصب رئاسة الوزراء بضغط الشارع ولم يأت عبر الآليات القديمة". لكن النائب عن سائرون، رياض المسعودي، رد على الجابري، بالقول أن " تحالف سائرون مازال موقفه ثابتاً ولن يتراجع عن فكرة زعيم التيار السيد مقتدى الصدر بلملة البيت الشيعي ”عاداً ” طرح المبادرة بانها ليست ضيقة وانها انطلاقة للملة البيت العراقي بشكل أوسع الا ان بعض الأطراف السياسية قد فهمتها خطأ ” . وأضاف المسعودي، ان ”عدم تفاعل القوى السياسية الشيعية مع دعوة البيت الشيعي جاءت لأغراض انتخابية وقد تم استهدافها بأشكال عدة”. في هذه الأثناء، قال المحلل والمراقب للشأن السياسي، حسن الربيعي، أن " رئيس الوزراء الكاظمي قد يكون محور انتقال غير مسبوق، ورقم مؤثر في المشهد الأنتخابي القادم، حيث برز كحل وسط بين كل الأطراف والشارع، ولا يزال يمضي في نهجه الاصلاحي، على الرغم من الممانعات والصعوبات التي يواجهها، حيث أن المشهد معقد للغاية، لكن الرجل يمضي بإصلاحات قد تظهر نتائجها على الواقع الأمني والأقتصادي قريباً ". ورأى في حديث لمراسل ( العراق اليوم)، أن " الكاظمي سيقود تيار وطني عراقي مدني واضح الملامح في الأنتخابات النيابية المقبلة، وسيكون له جمهور شاب غير متوقع، مع تصاعد الوعي السياسي، ورفض الحالة السياسية القائمة حالياً، والبحث عن برامج خلاص وطني ينقذ العراق من حالة الشلل التام، والعجز عن أداء دوره".
*
اضافة التعليق