بشائر إتفاق سنجار تظهر جلية في حياة الناس، بعد أن حقق الكاظمي نجاحاً إعجازياً عبر سحب فتيل أزمة دولية واقليمية في الوقت المناسب

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي للعراق اليوم:

كان من بين أعقد الملفات وأصعبها، بل يُمثل قنبلة موقوتة، وأرثاً مزعجاً يؤرق الجميع، أنه ملف قضاء سنجار التابع إدارياً لمحافظة نينوى، والذي شهد المأساة التاريخية عام 2014، حين اجتاحه تنظيم داعش الأرهابي في شهر اب من ذلك العام، بعد إنسحاب قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، وتركهُ للأهالي من الأقلية الذين يتبعون القومية الإيزيدية تحت نيران مدافع ورشاشات التنظيم التكفيري، حيث وقعت أكبر جريمة ابادة جماعية، وتطهير عرقي لا أخلاقي  شهدهُ العراق بعد أحداث عام 1991 التي قام فيها نظام صدام حسين، بقتل حوالي 300 الف مواطن شيعي بعد قيامهم بالإحتجاج على نظامه الطائفي والقمعي.

لقد أفاق العالم في 2014 على جريمة مروعة، تمثلت بإقتحام عناصر التنظيم الأرهابي المدينة، وسبي النساء واستخدامهن لأغراض (متعددة)، وقتل الرجال والبالغين، وأسترقاق اليافعين، وبيعهم في أسواق نخاسة خاصة أفتتحت لهذا الغرض.

فكانت الجريمة هزة كبرى على مقياس القيم والأعتبارات والمواثيق الإنسانية المعمول بها، وقد تفاعل العالم مع تلك المأساة، محاولاً التخفيف من هولها، ولكن لم يكن الأمر بمستوى الجريمة البشعة التي ارتكبت، مع أنطلاق عمليات التحرير في العام 2015، كان الهدف الأساس لقوات الحشد الشعبي العراقي، والقوات العسكرية العراقية، هو الوصول الى هذا القضاء وطرد التنظيم منه، وتحرير النساء والأطفال الذين لا يزالون تحت سيطرته.

وفي مطلع عام 2016 كان القضاء قد اعيدت السيطرة عليه، وتم طرد التنظيم، بعد تشكيل تحالف عسكري أخر، كان مقاتلو حزب العمال الكردستاني التركي، جزءاً منه بشكل أو بأخر، وبقيت المدينة محل تنازع ولا إستقرار،  ولا أمن أيضاً، الأمر الذي أفرغ عملية التحرير  من محتواها، خصوصاً مع تداخل ملفات معقدة ذات بعد قومي وديني فيها.

بقي ابناء مدينة سنجار من الإيزيديين، خارجها لغاية الآن، فيما طالب الكثيرون بتطبيع الأوضاع لغرض بدء عودة هذه العوائل، وتعويضهم عما حاق بهم من ظلم وحيف.

وبالفعل كلف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مستشاره للأمن القومي، قاسم الأعرجي، بقيادة مفاوضات مباشرة لغرض اعلان اتفاق نهائي لقضية قضاء سنجار، وأستعادة سلطة الدولة فيه، الأمر الذي نجح فيه الرجل، وأنتهى باتفاق يعيد سلطة بغداد على إدارة القضاء المحرر، ويبدأ معه تطبيع الأوضاع بشكل مباشر.

ويوماً بعد أخر، تبدأ بشائر  هذا الاتفاق الوطني، بأبعاده الأنسانية تظهر، حيث باشرت قيادة عمليات غرب نينوى، الثلاثاء، بالإشراف على الدوائر الإدارية والخدمية في قضاء سنجار.  

وقال المتحدث باسم العمليات اللواء تحسين الخفاجي، إن "قيادة عمليات غرب نينوى بدأت بالإشراف على الدوائر الإدارية والخدمية في قضاء سنجار".  

وأضاف أن "عمليات غرب نينوى أشرفت على توزيع القطعات والخطة الأمنية، وكذلك الاستماع لمطالب أهالي سنجار، وتوزيع المواد الطبية والغذائية على النازحين".  

وأشار إلى أن قيادة عمليات غرب نينوى تطبق أمر القائد للقوات المسلحة بأن تكون سنجار مدينة مسالمة خالية من المظاهر المسلحة، وكذلك التشدد على أن لا يوجد إلّا العلم العراقي".

في هذا السياق، ومع تواصل الجهود لأستعادة أمن المدينة، وتخويل ابنائها بمسك زمام الأمور بشكل قانوني،  اعلن اليوم عن انضمام 100 فتاة إيزيدية من الناجيات من قبضة تنظيم داعش في سنجار إلى قوات الشرطة.

وقد تقدم 8600 مواطن من سنجار بطلبات تعيين في صفوف قوات الشرطة العراقية للخدمة في سنجار، ومن المقرر تعيين 2500 من  هؤلاء بموجب اتفاق تطبيع أوضاع سنجار.

وتشير إحصائية إدارية في سنجار إلى أنه سيتم تعيين 100 فتاة إزيدية ضمن تلك القوات وغالبيتهن من الناجيات من قبضة داعش.

علق هنا