الكاظمي واجندة حافلة خلال زيارة مرتقبة للجمهورية التركية ولقاء أردوغان

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي في (العراق اليوم) :

من المؤمل ان يبدأ رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، زيارة عمل رسمية الى الجارة تركيا في السابع عشر من هذا الشهر، بعد دعوة رسمية من الرئيس رجب طيب أردوغان نقلها سفير تركيا لدى العراق، فاتح يلدز، خلال لقائه مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي، في خطوة قرأتها أوساط سياسية، بأنها خطوة من الرئيس اردوغان لكسر الجليد بين العراق وتركيا، أثر توتر العلاقة بين الطرفين في السنوات الأخيرة، ووصولها الى مشادات ومناوشات، وأيضاً لجوء العراق او تلويحه على الأقل باللجوء الى مجلس الأمن للضغط على تركيا لسحب قواتها من العراق، وإيقاف استفزازاتها المستمرة في شمال البلاد، بدعوى ملاحقة فلول عناصر حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

اردوغان ..النظر الى شراكة مع الكاظمي

فهذه الزيارة ستكون مليئة بالملفات المهمة الصعبة والمعقدة ولا نعتقد أن الرئيس الكاظمي سيتوقف عند أي ملف، بما في ذلك ملف التواجد العسكري التركي في بعض مناطق شمال العراق، وأيضاً سيحمل الرئيس ملف المياه، كملف تفاوضي مهم، وقد يصل به الى تسويات مناسبة، لاسيما أنه من الملفات العالقة منذ ستينات القرن الماضي، فضلاً عن ملفات السياسية الخارجية، وًملف الأقتصاد والاتفاقات التركية – الكردية العراقية وغيرها من الملفات التي ستكون مدار بحث رفيع المستوى".

وأضاف أن " حماسة الرئيس التركي اردوغان وفريقه الحكومي للقاء الكاظمي، أنما يعكس رؤية واقعية ينطلق منها الجانب التركي، اثر الخطوات الفعالة التي بدأها الرئيس الكاظمي في الأقليم، ومشروع الشام الجديد المطروح كمشروع أقليمي يضم مصر ايضاً، مع وجود حديث عن قمة ثلاثية ستجمع الكاظمي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مطلع العام المقبل".

ولفت الى أن " تقارب العراق الحالي مع السعودية، والمحاولات الجارية لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، فضلاً عن تطور نوعي في العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الايرانية، وغيرها من الملفات الخارجية التي يديرها الكاظمي بنجاح حتى الأن، حفزت الجانب التركي للتحرك على  الحكومة العراقية لابقاء خطوط مهمة مفتوحة، ويمكنها أن تواصل الحفاظ على مصالحها الستراتيجية في العراق".

استراتيجية الأبواب المفتوحة !

وبالفعل، يبدو أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وفريقه العامل معه يسير بهذا الاتجاه، أي فتح آفاق واسعة للتعاون الأقليمي والدولي، والإنطلاق بسياسة اليد الممدودة، والأبواب المفتوحة، للوصول الى توازن أقليمي يضمن مصالح العراق، بعيداً عن لغة النفوذ أو التصارع، وهذا ما أشار اليه مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي عقب تسلمه دعوة الرئيس أردوغان للكاظمي، حيث  أكد في تصريحات صحفية سابقة بأن حكومة مصطفى الكاظمي تحرص على إدامة العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا، والعمل على تطويرها وبمختلف المجالات، فالعراق لديه علاقات تاريخية مع الجارة تركيا و تربطهما مصالح مشتركة وتبادل إقتصادي ويجب العمل على تنمية تلك العلاقات وبما يعود بالنفع على كلا البلدين، وأوضح الأعرجي أن علاقات العراق القادمة يجب أن تكون متوازنة مع الجميع، وأن تشهد هذه المنطقة الأمن والاستقرار.

وحول الملفات التي يمكن أن تتناولها زيارة الكاظمي إلى أنقرة قال المحلل السياسي سمير صالحة في تصريحات صحافية تابعها  ( العراق اليوم) ، في ظني ان جدول الأعمال سيكون مفصلاً ويتطرق إلى أكثر من ملف نقاش بطابع سياسي وأمني واقتصادي، وحتى موضوع العمليات العسكرية التي تنفذ ضد مجموعات "بي كا كا" الإرهابي في شمال العراق ستكون في قلب النقاش، وبجانبها ستكون هناك مسائل أخرى تحتاج للنقاش منها، تطورات المشهد في شمال العراق وتطورات العلاقات التجارية بين البلدين وسبل حمايتها ومسائل المياه التي طرحت أكثر من مرة في العلاقات بين بغداد وأنقرة، وبشكل خاص بعد ما ظهر من مواقف من جانب جامعة الدول العربية في الأيام الماضية بشأن العملية العسكرية التركية في شمال العراق، وتشكيل لجنة متابعة للسياسات التركية كان العراق أحد أعضائها، فهذه المسائل تحتاج إلى نقاش جدي ومفصل بين البلدين.

 

علق هنا