الحلقة الثانية عشرة .. لماذا اختلف اداء رئيس الوزراء (الشاب) مصطفى الكاظمي عمن سبقوه في المنصب؟

بغداد- العراق اليوم:

من تابع أداء رؤساء الوزارات السابقة على مدار الأعوام الماضية، سيجد أن ثمة نقطة او عامل مشترك واحد يجمعهم، مع اختلاف الرؤى واختلاف التوجهات السياسية والفكرية، نعم، سيجد ان ما يجمعهم هو أنهم كلهم كانوا في مرحلة الكهولة، وسن متقدمة جدًً، ولعل تجربة رئيس الوزراء الأخير عادل عبد المهدي الذي قارب الثامنة والسبعين ابان توليه المنصب، تكشف عن معدل الرؤساء الذين باشروا الموقع، وكيف تدرجوا فيه، لاسيما وأن الوضع في العراق معقد، ويستدعي انتباه شديد، وتركيز واضح على الأوضاع، لكن البعض منهم، وخصوصاً عبد المهدي، كان حسب تسريبات مقربة منه، ينام في الساعة السابعة مساءً ويوكل مهام العمل الى مدير مكتبه، فكان لا يدري بماذا أمست دولته، وبماذا أصبحت!

والبعض منهم تولى المنصب لأربعة أعوام لم يزر خلالها محافظات العراق، ولم تسنح له قواه الجسدية، تفقد مرافق الدولة ومؤسساتها، وتتبع الأوضاع ميدانياً، فكانوا رؤساء مكتبيين في الغالب إذا صح التعبير.

الفارق الذي نراه اليوم، مع وصول رئيس وزراء شاب، وحيوي وطموح ايضاً، أن التفاعل مع الأحداث والجولات المكوكية المستمرة، والحركة الميدانية متواصلة،و ثمة لمسة يتركها تحركه على الأرض، وثمة علامات فارقة يضعها الرجل في مجمل الحوادث والأحداث التي تقع، يدل على أن المنهج تَغير، وان الاداء الحكومي قد وضع على السكة الصحيحة، فالكل يعرف ان الوحدة بأمرها، كما يقول العرف العسكري، فاذا كان الرئيس متباطئ الحركة، قليل النشاط، ضعيف الهمة، مكتبياً لا ميدانياً، كان الفريق العامل برفقته، متباطئاً، وقليل النشاط وضعيف الهمة ومكتبياً، والعكس صحيح، لذا نجد ان فريق الكاظمي نشط على مختلف الجوانب، وثمة اداء واضح وتفعيل مستمر لكل الملفات الحساسة.

فرئيس الوزراء يزور خلال اربعة اشهر فقط البصرة مثلاً أربع مرات متتالية، ويتابع أمورها وأحوالها بدقة، ويصل الناصرية الملتهبة قبل ذهابه الى واشنطن، ويزور العواصم المختلفة، ويحط في أربيل عاصمة كردستان، وتجده تارةً اخرى في ساحة التظاهر يفاوض الطلبة المعتصمين، ويصل الى ميسان لمتابعة اداء حكومتها المحلية، ويعود الى ديالى لدرء الفتنة قبل ان تقع، ويتجول في بغداد من الصباح الباكر الى المساء احياناً في مختلف مناطقها، ويتابع بهمة كل شاردة وواردة، ويعرف المقربون منه، أن القصر الحكومي والمكتب الرسمي تحول الى خلية عمل، وأن التقارير الأمنية، والبريد العاجل، والأمور العامة للدولة، تحصل على اهمية وأولوية الرئيس، وأن القضايا المهمة موضوعة في الأولوية القصوى للرئيس.

بل ان الكثير من النواب والمسؤولين رفيعي المستوى، لمسوا جدية وتعاون وإستجابة سريعة من الرئيس وردوداً مباشرة على كل المخاطبات والكتب والاتصالات لربما، بما عكس همة عالية، وقدرة على الاستجابة، ويمكن أن يقاس الأداء المميز للرئيس الكاظمي بهذه النشاطات الكبيرة، والعمل المستمر الذي لا يزال يثمر عن انجازات واضحة، وقبل ذلك ينجح في معالجة العقد الخطرة.

علق هنا