الحلقة التاسعة .. الكاظمي في فوهة بركان الغضب السياسي .. لماذا تسخر ضده ترسانة اعلامية منذ يومه الأول في الحكومة؟

بغداد- العراق اليوم:

منذ الساعات الأولى لمنح حكومة الكاظمي الثقة في مجلس النواب العراقي، ومنذ أن بدات بممارسة مهامها، حتى راحت وسائل اعلامية حزبية أو جهوية معينة ترمي هذه الحكومة بسهام نقد قاتلة، ثم تصاعدت الحملة المنظمة مع تقدم الحكومة في عمرها، حيث راحت تمارس وسائل اعلامية محترفة، وشبكات متخصصة توجيه النقد لكل شاردة وواردة، وهي تحاول بشتى الوسائل والطرق ان تتصيد أي خطأ، أو تستثمر أي سهو، بل وتراهن على أية زلة لسان من الكاظمي نفسه أو من فريقه الخاص، وتحولها الى قضية رأي عام ضد الحكومة.

طبعاً، الكل يعرف طبيعة المجتمع العراقي، فالمعارضة لها وهج ووقع مهما كانت، ومهما كانت نواياها، والحكومات مهما كانت ومهما فعلت ستبقى في محط شك، وعدم ثقة المواطن، لذا فأن استثمار هذا المناخ يأتي بنتائج (باهرة) حتماً لمن يريد الإستثمار تسقيطياً، ولهذا أيضاً نرى إن الجو المشحون بالريبة والاحتقان ضد الحكومة ينجح بشكل ملحوظ في تكوين رأي عام ضاغط، وأزاء هذا بصراحة لا تجد الحكومة الكثير من الداعمين لها، ولم يفلح الجناح الإعلامي الداعم لها أن يرد الهجمات المتتالية،  ربما بسبب محدودية الإمكانات المتاحة له، وبالتالي فأن الهجوم مستمر على الحكومة حتى هذه اللحظة.

وللأمانة فإن ليس كل المنتقدين هم خصوم للكاظمي، فهناك من هم في موقع التأييد لرئيس الوزراء نفسه، لكنهم يرون ان النقد الصحيح والنزيه للحكومة يساهم في تقوية عود الدولة والنظام الديمقراطي، ومن أمثال هؤلاء النقاد النزهاء، بعض قيادات الحرب الشيوعي العراقي، وشخصيات وطنية أخرى. لكن ثمة حملة تهديمية تشن ضد الكاظمي من توحهات وفاعليات أخرى، لديها أجندة معادية للرجل ولحكومته، بل وللنظام السياسي برمته، وهي المقصودة هنا !

 وأزاء هذه الحملة نجد الكاظمي يضع نفسه تحت المجهر، ويفضل الصمت كما قال هو، حيث يردد شعار أن العمل والانجاز هما خير من يفصحان عما تفعله الحكومة ورئيسها، وستثبت الأيام للجميع، أي مسار اتخذته هذه الحكومة في سبيل اعادة الأمور الى نصابها الصحيح، بعد أن كادت أن تتحول حركة تشرين الى بركان يحرق الجميع بحممه اللاهبة.

ان استمرار الهجمات الاعلامية المستهدفة للحكومة، انما يشير الى ان الخصوم الذين يديرون المعركة ضدها يملكون خبرات اعلامية وتقنية، فضلاً عن قوة تنظيمية واسعة تستطيع أن تحول أي حدث مهما كان تافهاً أو سطحياً الى قضية عامة، تنتشر بسرعة البرق في وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت الوسائل الاكثر تأثيراً من غيرها على الجمهور، وحتى مع أقرارنا بامتلاك الدولة لباقات اعلامية معينة، الا أن حجم المواجهة غير المتكافئ، يرجح كفة الخصوم الذين يبلون الآن بلاءً واضحاً في معركتهم، التي تريد أن تحصر الحكومة الحالية في خانة ضيقة، وتحملها المسؤولية كاملةً عما جرى في سبعة عشر عاماً من الحكومات المتعاقبة والتي لم تنجح في حل أي ملف عالق، بينما نجحت حكومة الكاظمي في أشهرها القليلة في حل الكثير من الملفات المهمة، ليس اقلها ملف النازحين في العراق، الذي يكاد يغلق مع اقتراب موسم الشتاء، ولا تزال الحكومة تواصل عملها في مكافحة الفساد، ومواجهة جائحة كورونا، وايضاً في مواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالعالم بأسره، لا بالعراق وحده.. وللحديث بقية.

علق هنا