بغداد- العراق اليوم:
سلطت دراسات عديدة الضوء على تناول الأسلاف خلال عصور ما قبل التاريخ لأطعمة لها فوائد في الوقاية من السكري والسمنة وأمراض القلب.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن هناك نحو ملياري شخص حول العالم يعانون من السمنة حتى عام 2016، وعانى نحو 38 مليون طفل دون سن الخامسة من زيادة الوزن في عام 2019.
وأوضحت أن أكثر من 30 مليون بالغ مصابون بأمراض القلب، ونحو 1 من كل 10 أشخاص تقريبا مصاب بداء السكري.
وفي أحدث دراسة مقارنة بين النظم الغذائية الحالية والقديمة، درس العلماء سكان توركانا الذين يعيشون في كينيا، ووجدوا أن الذين انتقلوا إلى المدينة لديهم درجات صحية أقل من الذين يحافظون على نمط حياتهم التقليدي.
ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة Science Advances، نظر البحث إلى شعب توركانا، وهم سكان من شمالي غرب كينيا شهدوا انقساما بين بعضهم لكنهم لا يزالون يتبعون أسلوب حياة الكفاف التقليدي، والآخرون انتقلوا إلى المدينة وتبنوا نظامًا غذائيًا أكثر حداثة.
أعطى ذلك للعلماء نظرة ثاقبة فريدة من نوعها حول الآثار المباشرة للتحول إلى نظام غذائي قريب مما أكله أسلافنا وأنواع الأطعمة التي يتناولها معظم العالم اليوم.
ووجد الباحثون أن أولئك الذين لا يزالون يعيشون في أنماط حياتهم الرعوية التقليدية سجلوا درجات عالية في جميع المؤشرات الحيوية الـ10 للصحة، بما في ذلك صحة القلب.
بينما أولئك الذين يعيشون في المدن لديهم مؤشرات حيوية صحية أضعف، بما في ذلك ارتفاع معدلات السمنة وأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم.
وقالت أماندا ليا، المؤلفة الرئيسية للدراسة وزميلة أبحاث ما بعد الدكتوراة في معهد لويس سيجلر لعلم الجينوم التكاملي في برينستو، إن البشر تطوروا في بيئة مختلفة تمامًا عن تلك التي نعيش فيها حاليًا.
وأضافت: "لا يوجد نظام غذائي واحد سيء بشكل عام. يتعلق الأمر بعدم التوافق بين تاريخك التطوري وما تأكله حاليًا".
وخلص المؤلفون إلى أن "السكان الذين انتقلوا مؤخرا إلى الاقتصادات القائمة على السوق يظهرون معدلات أعلى من السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي مقارنة بالمجموعات على مستوى الكفاف".
ونصحوا الناس بتناول المزيد من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والدهون الصحية، وهي بالفعل حجر الأساس للعديد من الأنظمة الغذائية الصحية التي يوصي بها الخبراء. نظام صحي واعتبر عدد كبير من الخبراء أن ارتفاع معدلات السمنة وأمراض القلب والسكري مدفوع إلى حد كبير بالنظام الغذائي، ورأوا أنها لم تعد مجرد ظاهرة بل أصبحت قضية عالمية آخذة في الارتفاع منذ عقود.
والحقيقة أن الحديث عن أهمية تناول أطعمة صحية شبيهة بما كان يأكله أسلافنا الأوائل ليس جديدا، فأول من أشار إليه كان أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والتر فوجتلين، عندما أنشأ ما يعرف بالنظام الغذائي "باليو" Paleo في السبعينيات.
واعتبر أن تناول الطعام مثل أجدادنا في العصر الحجري القديم يمكن أن يجعل الإنسان الحديث أكثر صحة، ويقلل بشكل كبير من حالات الإصابة بمرض كرون والسكري والسمنة وعسر الهضم وغيرها.
وقال الخبراء إن أفضل نظام غذائي يحمي الإنسان من الأمراض لا بد أن يشتمل على الكثير من الأشياء المشتركة مع ما كان يأكله الناس من العصر الحجري، ويتألف بشكل أساسي من اللحوم والأسماك والمواد النباتية بما في ذلك المكسرات والبذور والخضروات والفواكه.
وأوضحوا أن في ذلك الوقت لم يأكل الإنسان الحبوب والدقيق المعالج ومنتجات الألبان، إذ لم يربوا الحيوانات من أجل اللحوم أو الحليب، كما أن العسل هو السكر الوحيد المسموح به في النظام الغذائي، لأن السكر المكرر لم يكن موجودا.
أيضا أشاروا إلى أن تناول الملح كان محدودا في ذلك الوقت، ولم تكن هناك أطعمة مصنعة بأي شكل من الأشكال، كما يفترض أن يتم تغذية اللحوم بالأعشاب لأن ذلك يشبه إلى حد كبير النظام الغذائي الطبيعي للحيوانات المتجولة. هناك العشرات من الأنظمة الغذائية الصحية حول العالم، بينها الحمية منخفضة الكربوهيدرات، والنظام الغذائي الكامل، ونظام البحر الأبيض المتوسط، ونظام باليو الغذائي، وجميعها تعتمد على أطعمة تقي من الأمراض وتحس صحة القلب وضغط الدم، منها:
1. الخضراوات الورقية
مثل السبانخ واللفت والكرنب وغيرها التي تشتهر بغناها بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
2. الحبوب الكاملة (غير المكررة)
أكثرها شيوعا القمح الكامل والأرز البني والشوفان والجاودار والشعير والحنطة السوداء والكينوا، وتحتوي على نسبة عالية من الألياف لذا تقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
3. الفاكهة
الفواكه بكل أنواعها مفيدة لصحة الإنسان وعامل أساسي للوقاية من الأمراض، فمثلا الفراولة والتوت والأفوكادو مليئة بالعناصر المهمة لصحة القلب.
4. الأسماك الدهنية
الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين والتونة محملة بأحماض أوميجا 3 الدهنية المفيدة جدا لصحة الجسم، خاصة ما يتعلق بإمداده بما يحتاجه من فيتامين "د" وانخفاض ضغط الدم الانبساطي
5. البقوليات
يحتوى الفول والفاصوليا والحمص والعدس وغيرها على نشا مقاوم الذي يقاوم الهضم ويتم تخميره بواسطة البكتيريا المفيدة في أمعائك، ما يحسن صحة القلب عن طريق خفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم
6. لحوم خالية من الدهون
هي غذاء صديق للبيئة لأنها غنية بالبروتين، واللحوم سواء البيضاء والحمراء غير المصنعة لا تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب أو مرض السكري.
7. البذور
بذور الشيا وبذور الكتان وبذور القنب وبذور اليقطين كلها مصادر رائعة للعناصر الغذائية الصحية، بما في ذلك الألياف وأحماض أوميجا 3 الدهنية.
8. المكسرات
مثل الجوز واللوز وغيرها، فهي مصدر كبير للألياف والفيتامينات والمعادن الضرورية مثل الماغنيسيوم والنحاس والمنجنيز، كما أنها مصدر جيد للدهون والألياف الأحادية غير المشبعة الصحية، ودمج حصص قليلة منها في نظامك الغذائي يساعد على الحماية من الأمراض.
9. الدهون الصحية
غالبا تستمد من المكسرات أو زيوت السمك أو بذور الكتان أو الأفوكادو أو زيت الزيتون، والأخير تحديدا من العناصر الأساسية في نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، وله فوائد موثقة جيدًا فهو مليء بمضادات الأكسدة التي يمكن أن تخفف الالتهاب وتقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة.
10. الشوكولاتة الداكنة
الشوكولاتة الداكنة غنية بمضادات الأكسدة مثل الفلافونويد، والتي يمكن أن تساعد في تعزيز صحة القلب.
*
اضافة التعليق