قانون الاقتراض… شعرة معاوية التي قطعها نواب الشيعة مع البارزاني

بغداد- العراق اليوم:

لا تزال العلاقة بين الاكراد والشيعة تسير في منعطفات خطيرة، لاسيما وان الاختلاف بينهما توسعت شقته نتيجة لسياسات رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، الذي يريد من حلفائه الشيعة ان يسايروه في مسعاه لانشاء دولة غير معلنة، مقابل التحالف معهم ضد السنة، وبالأحرى فان الرجل يلعب على وتر الحساسية الكامن بين الطائفتين، وسط حديث يسري عن دور لعبه البارزاني ذاته في إذكاء نار الخلافات بين المكونيين ابان فترة الاحتراب الطائفي الذي شهدته البلاد في اعوام الاقتتال الاهلي.

اليوم، وبعد ان انتهى الفرز الطائفي الى الفشل، وبات الانقسام الاجتماعي قائماً على اساسه الحقيقي، وهو انقسام المصالح الاقتصادية، وصراع القوى المُستلبة، مع القوى المهيمنة على المال والسلطة، بغض النظر عمن تكون هذه السلطة، يبدو ان الاكراد ولا سيما البارزاني ذاته صار في مواجهة الحقيقة التي كان يعرف انها ستصدمه ذات يوم، وان امد الصراع الطائفي سينتهي وسيلتفت المتصارعون لطموحه وتمدده غير المشروع على حسابهم، وهو ما حدث بالفعل، فمع وصول الامور الى ان يعلن الرجل عن نواياه بالانفصال عن العراق، مما يعني تقسيم البلاد، فان الشيعة اتخذوا قراراً بمواجهة هذه الخطوة المدمرة، ونجحوا في استعادة كركوك منه، وإسقاط مشروع الانفصال في عهد رئيس الوزراء الاسبق الشجاع حيدر العبادي.

اليوم يقود نواب شيعة بارزون جهداً واضحاً للحد من تمادي سلطة الاقليم وعائلة البارزاني المسيطرة على القرار الكردي، ويحاولون استعادة القرار الاتحادي لصالح بغداد، بعد ان فقدت السيطرة على جزء من البلاد الذي أصبح يبحث عن المغانم، ويرفض تحمل مسؤولياته تجاه الاتحاد، ولذا تجد نواباً كالنائب يوسف الكلابي وعبد الهادي السعداوي وعالية نصيف ومحمد صاحب الدراجي وناجي السعيدي، وغيرهم ممن تصدوا في ملف قانون الاقتراض الذي مرر. في مجلس النواب مؤخراً قد بذلوا جهداً في سبيل منع تضمين القانون اي مستحقات مالية للاقليم مالم يتم ضمان التزامه باعادة ايرادات ما يبيعه من النفط لصالح بغداد، فضلاً عن كشف كل الملفات امام التحقيق والتدقيق والرقابة لمعرفة تفاصيل الإنفاق المالي، وإعداد الموظفين. ومعرفة كميات النفط المستخرج وآليات البيع والجهات التي تعاقدت معها سلطات الاقليم .

هذه الاجراءات غير المسبوقة كانت كفيلة بأن تستفز كتلة البارزاني الكردية التي كانت تريد ان تحصل على امتيازات دون ان تقدم اي تنازلات، لكن مسعاها خاب في ظل اصرار شيعي قوي على تمرير القانون دون الحاجة للتصويت الكردي.

فيما علق مراقبون تحدثوا. مع ( العراق اليوم ) على ما حدث، بان الشيعة يبدوا انهم حسم ا امرهم، ولم يعد للكرد ذلك التاثير السحري على قرار الشيعة، وباتت القوى النيابية الشيعية اكثر واقعية وصارت تبحث عن مصالح جمهورها بعيداً عن لغة التنازلات والصفقات السياسية، واصبح الشيعة لا يرون اهمية كبرى لسياسة الاحتواء، ولذا فانهم حزموا امرهم وتقدموا بكل جرأة لقطع شعرة معاوية بينهم وبين البارزاني، فانتهى كما يبدو شهر العسل الطويل بين الجانبين بعد ان حول الكرد العلاقة الى ابتزاز صريح، واستنزاف على حساب مصالح الشركاء بلا رحمة ولا خجل.!

 

علق هنا