تخصيص 20 دونم من أرض مطار بغداد لانشاء ضريح لسليماني؟ مصدر حكومي يوضح الحقيقة ..!

بغداد- العراق اليوم:

تداول اعلاميون، ومواقع اخبارية وإلكترونية خبراً مفاده وجود توجه لدى الحكومة الاتحادية في بغداد لتخصيص 20 دونم من أرض مطار بغداد الدولي لإنشاء ضريح لقائد فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، الذي قُتل مطلع هذا العام في غارة أمريكية، أثناء زيارة له للعاصمة بغداد.

 هذا الخبر، تلقفتهُ بعض الجهات، وراحت تحاول من خلاله خلق رأي عام ضد الحكومة، أو تهييج الرأي العام ضد الأوضاع العامة في البلاد، في ظل ظروف سياسية وأوضاع أمنية مرتبكة، خاصة بعد النشاط غير الطبيعي لعصابات داعش، وغير ذلك من التفاعلات الحساسة بل والخطيرة في المنطقة.

ومع أن الخبر ليس له أي نسبة من الواقعية والمصداقية، ولا يقارب الحقيقة، أو يمت لها بأي صلة، ورغم إن الكثير من السياسيين والإعلاميين يدركون جيداً أن هذا الأمر غير ممكن، لأسباب بعضها تخص شخصية الحكومة العراقية، والفاعليات السياسية الرافضة او المتحفظة، وبعضها يخص الجانب الإيراني نفسه، بما في ذلك عائلة الجنرال سليماني، والبعض الآخر يخص الجانب الخارجي، حيث من المؤكد أن امريكا وإسرائيل - وبتحريض من بعض الدول العربية- لن يدعا الأمر يمضي ويكون بما يتمنى ويريد الآخرون ..

أقول رغم إدراك الجميع بأن القضية مجرد افتراضات، أو خيال اعلامي يحاول خلق الجدل، أو إثارة الفتنة، او ربما هي معلومات خاطئة مضللة تسربت من جهات معينة، بقصد توجيه الإعلام نحو هذه القضية، وإبعادها عن قضية ما، قد تعد وتطبخ الان دون أن يلتفت او ينتبه لها الإعلام، لكن للأسف نقلتها بعض الأقلام الصحفية بحسن نية كما يبدو !

وللدلالة على عدم صحة المشروع، فقد نفاه مصدر مطلع في هيئة الحشد الشعبي العراقي، وعده عارياً عن الصحة تماماً، فالقائد سليماني تمت مواراة جثمانه في مسقط رأسه ودفن هناك بناءً على وصيته التي تركها لعائلته، وقد تم تنفيذها، وأنتهى الأمر بهذا الشكل الذي جرت فيه، فيما تم دفن الشهيد القائد ابو مهندس المهندس في النجف الأشرف، في مقبرة الشهداء، ولا توجد أي نية لدى هيئة الحشد او أي جهة من بناء اضرحة أو مقامات أو مزارات في أي مكان، وقد جرى الأمر وفق المحددات الشرعية المُتبعة، كون الهيئة أيضاً جزءاً من فتوى دينية اسلامية عليا، وتلتزم بتوجيهات المرجعية الدينية.

الى ذلك استغرب مصدر حكومي من هذه المعلومات، وأكد أن هذه المساحة التي يتم تداولها تكشف زيف القضية، فالمطار مؤسسة نقل دولية، وله محدداته وآلياته، ولذا فأن مثل هذه المساحة لا تتوفر أصلاً الا ضمن شروط مؤسسات المطار وملحقاته، كونه مؤسسة دولية أيضاً، ويخضع كل منشأ فيه الى مواصفات عالمية، فضلاً عن عدم وجود أي طلب سواء من هيئة الحشد الشعبي، أو عوائل الشهداء بانشاء أي ضريح أو مقام أو بناء أي مزار، ولذا فأن هذه المعلومات لا أساس لها، وينبغي أن يتوخى الأخوة الاعلاميون والصحافيون ووسائل الاعلام الدقة ويتحروا عنها في نشر هذه المعلومات، تجنباً لأحداث أي ردود أفعال، أو تشويش الأوضاع عن غير قصد.

وأشار ذات المصدر ل(العراق اليوم) الى أن"الحكومة بمختلف مستوياتها تقدس رمزية الشهادة، وتعتز بكل التضحيات التي قُدمت لإجل الوطن وتكرم شهداءه بما يليق بالمكانة الاعتبارية لهم، كما اكد رئيسها السيد الكاظمي في أكثر من مرة، وفي غير مناسبة".

علق هنا