هل استجاب الله لدعاء فقراء إيران بسقوط (الظالم) في إنتخابات الرئاسة الأمريكية؟

بغداد- العراق اليوم:

خدمةً لإسرائيل وأمنها القومي، وتقربًا للوبي الصهيوني في أمريكا المؤثر في القرار الأمريكي، كان الرئيس السابق دونالد ترامب يدفع بحزم العقوبات القاسية ضد إيران، ويزيد من حماسته، الدعم الذي كان يأتيه من رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو الذي يعيش هو الآخر أزمات داخلية في إسرائيل، لم يجد مخلصا له منها غير هذا الرجل الذي مضى بدولته العظمى إلى الهاوية، وكاد أن يشعل حربا ضروسا في الشرق الأوسط برمته.

منذ وصوله إلى البيت الأبيض؛ قاد دونالد ترامب سياسة الضغط الأقصى والعصا الغليظة ضد طهران، بعد أن حصل على أموال سعودية، دفعت له مقابل خدمات نفوذ أمريكا في المجتمع الدولي، وكان الرجل مجرد بزنس مان في بورصة النخاسة السياسية، ولم يعد يهتم لقيم أمريكا السامية التي تريد نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والقيم الخيرة، بل كان يبيع المواقف السيئة مقابل المزيد من المليارات التي يحصل عليها من حكام الخليج الشرهين الدكتاتورين، كمحمد بن سلمان، الذي قطع  اوصال الصحافي البارز جمال خاشقجي، فقد تحالف ترامب مع هؤلاء ليقودوا حربا بلا هوادة ضد الشعب الايراني، حتى مع التزام إيران ببنود الاتفاق النووي الذي أبرمته برعاية أوربية مع إدارة الرئيس باراك اوباما؛ لكن عداء أسرة آل سعود وحكام بعض دول الخليج، واموالهم المصادرة عنوةً وغصباً من شعوبهم، كانت تغير قناعات راسم السياسات في واشنطن، مع دهشة حقيقية واستغراب واسع من قبل المؤسسات الديمقراطية ووسائل الإعلام الأمريكية من تحويل البلاد إلى مجرد كلب حراسة لصالح دول مثل إسرائيل والسعودية واشباههما.

لقد كانت السياسات الاقتصادية والعقوبات الصارمة التي طبقتها إدارة ترامب على الشعب الإيراني قاسية ومجحفة، وايضا فيها من محاولة الانتقام الشيء الكثير، وتشي انها مقصودة لأحداث ثورة جياع داخل إيران، وممنهجة للحد الذي ستسلب فيه المواطن رغيفه وتصل لأبعد مدى متوقع؛ لذا كانت أمال وتطلعات الشعب الإيراني ودعاء فقرائه، لربما ان يدفع الرب هذا البلاء عن وجه العالم، ويخلصهم من رجل المقامرات، وأن يرفع ظلمه عنهم.

لقد كان سقوط ترامب المدوي بالفعل استجابة سماوية لصيحات الشعوب المضطهدة والفقيرة والتي لا تحصل على ما يسد رمقها، لذا فإن التطلع الان إلى إدارة الرئيس المنتخب جوزيف بايدن الذي عرف عنه الذكاء والكياسة والاعتدال والهدوء، سيلعب دورا مهما في إحلال أو إعادة إحلال قيم أمريكا مجددا في العالم، وسيحيي الاتفاق مع طهران وفق قواعد عادلة، وايضا سيوقف سياسة الاستزلام التي اتبعها سلفه المتطفل على البيت الأبيض بكل حال.

علق هنا