الاعلام المعادي يبدأ التمهيد لعملية امريكية على غرار اغتيال سليماني والمهندس .. وهذه المرة شخصية عراقية بارزة !

بغداد- العراق اليوم:

بدأ الإعلام المعادي، بحملة تحريض واضحة، وعملية تهيئة رأي عام  داخلي وخارجي مساند لها، لعملية أمنية امريكية على غرار حادثة المطار التي سقط فيها قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس حيث كان الاعلام الذي يدور في الفلك الأمريكي الاسرائيلي قد عمل على تهيئة الأرضية التي سبقت أغتيال الرجلين عبر وصفهما بالأرهاب، أو قيادة مجاميع مسلحة، وغير ذلك من الأتهامات.

اليوم، بدأت ذات الوسائل تنسج على ذات المنوال، من خلال سلسلة من التقارير والفبركات والتصريحات والاستضافات وغيرها من الأساليب، حيث أن ظهور رئيس هيئة اركان الحشد الشعبي العراقي (أبو فدك المحمداوي)، مع  ممثلة الأمم المتحدة في العراق، السيدة جنين هينس بلا سخارت، قلب المعادلة على ما يبدو،  فبعد أن كانت هذه الوسائل تحصر هذا الرجل في زاوية ما تسميه بقادة (المليشيات) أو الفصائل المُسلحة التي تخرج عن سيطرة الدولة، وبعد أن كانت تريد وضعه في هذا الأطار، وحصره فيه، قلب هذا اللقاء النوعي الطاولة، فظهر الرجل بمنصبه الرسمي الحكومي يجالس أرفع مسؤولة كونية، تمثل العالم المتحضر، وبدا من خلال اللقاء أنهُ يميل للعمل السياسي، وأنهُ يخضع بالفعل لسلطة الدولة، ويلتزم بمؤسساتها الرسمية وسياقاتها، فالتصريح الذي صدر عن الهيئة عقب اللقاء، أكد أن اللقاء اجري بموافقة القائد العام للقوات المسلحة السيد مصطفى الكاظمي، وبعلمه واحيط أيضاً بمجريات اللقاء، وهذا يعني أن الكاظمي يبسط سيطرته وسطوته القانونية على هذه المؤسسات، بخلاف الأشاعات أو الصورة النمطية التي ترسمها هذه الوسائل عن كون الحشد مؤسسة منفصلة تدار من شخصيات ذات بعد عسكري ( فصائلي).

أيضاً، فأن هذا اللقاء يعكس نجاحاً للكاظمي في كسب وضم هذه القيادات الأمنية المهمة الى صف  الدولة، وهي خطوة بارزة في إطار الحوار المفتوح بين هذه الجماعات والدولة العراقية، حيث يريد الرئيس  الكاظمي أن يضع أقدام هذه الجماعات في مسار الدولة، وأن تخضع لمنطقها وأعرافها.

وهي خطوة جريئة لسلب ذرائع واسقاط اتهامات تطال هذه الفصائل، بأنها تدين بالولاء لغير العراق، وتأخذ تعليماتها العسكرية من غير القائد العام للقوات المسلحة.

وهنا نرى أن ما نجحت فيه حكومة الكاظمي، عبر تنظيم هذا اللقاء التاريخي، قد أزعج كل هذه الأطراف فبدأت تخسر رهانها في تحجيم صورة الجماعات والإدعاء بأنها " مسلحة ومليشيات خارجة عن القانون، ولا تفهم لغة السياسة والحوار، ولا تحترم الدستور، أو المؤسسات الدولية أو البعثات الدبلوماسية"، لكن اللقاء كشف ذلك، فانتقلت لتطبيق السيناريو الأخر، وهو التحريض على الأغتيال، خوفاً من ظهور "مهندس أخر"، يشكل (الخال) نسخته الأقرب للتشكل، لاسيما أن أنخرط في مزيد من الحوار مع الدولة، أو خاض هو وساطة لتهدئة الجماعات المسلحة، وضمها للدولة ضمن المؤسسات الشرعية.

هذا الأمر استدعى أذاً، أن تبدأ مثل هذه الحملة التي تستهدف ( الخال) أو تحرض على الممثلة الأممية، أو تريد أن تدفع الجانب الامريكي الى ارتكاب حماقة أخرى بإغتيال مثل هذه الشخصيات المؤثرة، بعد أن تأكد لهم  إن الحملة الأعلامية العنيفة الني شنت على الخال، والسيدة بلا سخارت، لم تؤكل ثمارها، وإن ثمة إسلوباً علاجياً إخراً يجب ان يستخدم مع من تعامل وسهل ووافق على اجراء المقابلة.

إننا نفهم طبيعة القلق الأسرائيلي – الخليجي من أي تطورات ايجابية في العراق، بأنها ضمن لعبة المصالح الخاصة بها، لكن أملنا ان تطور الجماعات العراقية لغة الحوار بمعزل عن التأثيرات الأقليمية أو الدولية وصولاً الى سيادة الدولة والقانون، فليس هناك قلب أحن عليها من قلب الوطن، ولا جدار يحمي ظهرها غير جار الدولة الام، وعليها ان تنتبه الى أن الاعداء لن يرضوا بمشهد يبدو فيه ( الخال) جالساً مع ممثلة الأمم المتحدة، او مع سفراء اوربا، او امريكا، وخلفه علم العراق .. لذاك يحاولون قطع الطريق على تحقيق هذا المسعى، بل وسيحاولون قطع رؤوس كثيرة من أجل أن لا يتكرر هذا المشهد.

 

 

علق هنا