متى ينتهي حوار الكاتيوشا وطائرة ( الدورن) بين طهران وواشنطن في العراق ..وهل يملك الكاظمي القدرة على إلغائه، او إيقافه؟!

بغداد- العراق اليوم:

قبل اكثر من عام، بدأت قوات الحشد الشعبي، تشكو من هجمات منظمة تطال مقارها العسكرية، ومخازنها التي تخزن فيه ذخيرتها من الأسلحة والصواريخ متوسطة المدى في الغالب، والتي حصلت عليها من الجارة الشرقية ايران، أو تلك التي تعاقدت الحكومة العراقية عليها من روسيا وعدد من الدول المصنعة في إطار حربها على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وكان لقوات الحشد الشعبي حصةً منها، حيث أقر مجلس النواب السابق، قانونًا اجاز بموجبه تحرك قوات المتطوعين، الملبين لفتوى السيد السيستاني،  تحت مسمى قانون الحشد الشعبي، على أن ترتبط هذه القوات (المؤلفة من 60% من الشيعة، وقرابة الـ 30 من السنة، فيما تبقى نسبة لتمثيل الشبك والايزديين والمسيحيين وغيرهم من الطوائف الصغيرة".

في العودة لموضوع الهجمات الغامضة انذاك، اتضح لاحقاً ان هذه الهجمات كانت تنسق بالتعاون مع القوات الأمريكية، وأيضاً قيام مقاتلات حربية اسرائيلية بمهاجمة بعض هذه القطاعات التي كانت ترابط على الخط الفاصل بين العراق وسوريا، وتشارك قوات نخبة حزب الله ونظام بشار الأسد في التضييق على الجماعات المسلحة السورية، ومنها تنظيمات القاعدة وداعش والنصرة التي كانت تسيطر على اجزاء واسعة من مناطق شرق سوريا.

هذا التطور، وتعاظم الأمر، اجبر حكومة عبد المهدي المُستقيلة، على الأعتراف بمصدر الهجمات، وأيضاً اصدرت تعليمات بسحب هذه الفصائل، واغلاق مقارها الأمنية، الا أن الحرب لم تتوقف، وصولاً الى التحشيد الذي شهدته بغداد أواخر عام 2019 قرب السفارة الأمريكية في بغداد، وكاد يتحول الى اقتحام لها، أثر استهداف قوات الحشد الشعبي من الطيران الأمريكي، مما دفع الإدارة الأمريكية لاحقًا الى قتل اهم رجلين في الحشد الشعبي والمحور الذي يمثلانه، وهما قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، ورئيس هيئة اركان الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، في فجر الثالث من يناير 2020، ومن هنا صارت المعركة مفتوحة تماماً بين القوات الأمريكية وقوات الحشد الشعبي، حيث ان جزءً منها مقرب من طهران، ويحكى عن تلقيه أوامر مباشرة باستهداف المصالح الأمريكية.

منذ ذلك التاريخ، يسجل العراق هجمات منظمة تطال مطار بغداد الدولي، ولاسيما قاعدة فيكتوريا الأمريكية الواقعة قربه، وأيضاً لا تتوقف صوايخ الكاتيوشا التي تسقط على السفارة الأمريكية في بغداد، الى الحد الذي وصل بالولايات المتحدة الى التفكير جدياً بإغلاقها .

تزايد هجمات الكاتيوشا، كان جزءاً من استراتيجية الرد التي اتبعتها جماعات وفصائل على ما اسمته الأستهداف بالدورن، وهي الطائرات الامريكية المسيرة التي تولت تنفيذ ضرب عدد من الأهداف، لاسيما عملية المطار الشهيرة.

فيما يرى المراقب الأمني، محمد كامل، أن " سخونة الحوار الامريكي- الايراني، بلغت ذروتها، وأن مرحلة عض الأصابع قد تنتهي بمعركة شاملة، مالم يتم تدارك الأمر، فإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد، يعني أعلان حرب من قبل واشنطن على كل من تسبب بخسارتها لمركز نفوذها وثقلها، ويعني أيضاً فرض الجانب الايراني لقواعد لعب لم تألفها لعبة تقاطع المصالح بين الطرفين المتخاصمين في كل شيء، والمتفقين على أهمية العراق بالنسبة لكليهما".

ويضيف كامل لـ ( العراق اليوم)، أن " حوار الكاتيوشا – الدورن يجب ان يتوقف على الأراضي العراقية، لأن العراق سيكون هو المتضرر الوحيد منه ان تطور الى حرب بين الطرفين، حيث سيخوضان الاشتباك في ارض وسماء العراق المنهك من الحروب المباشرة او تلك التي بالوكالة ".

المعركة تظل متوقعة وقائمة بين الطرفين، ولن يقدر أحد غير رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على إيقافها، بل وحتى الغائها، فالرجل قادر بعلاقاته الحسنة مع الطرفين، وما يملك من صلاحيات دستورية واسعة في النظام السياسي العراقي، وما يملك من حكمة وهدوء، وصبر (وطول خلك)، فهل ستنتهي معركة الكاتيوشا والدورن في العراق على يد الكاظمي، حيث يتمنى الجميع !

علق هنا