بغداد- العراق اليوم: حتى مع إعلان البيت الأبيض، أصابة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وعقيلته ميلينا ترامب، فأن مستشاره وصهره جاريد كوشنير، لايزال متحمساً لتطبيق نظريته الإيدلوجية التي يحلم بأن تنهي سبعة عقود من الصراع في ( الميدل أيست) الشرق الأوسط، أي الصفقة التي التحق بها حكام الخليج بتسارع واضح، ولا يزال جزؤها المهم معلقاً بإنتظار ( غودو) الذي سيعود، بعد أن تنتهي صراعات "الديكة"، وأن ينفض أمراء الطوائف أيديهم من الصراع البغيض، ويعلنوا أنهم متفقون تماماً مع رؤية السيد كوشنير وزوجه الفاتنة، السيدة ايفانكا. يقول الباحث في الشؤون السياسية، أحمد الأسدي معلقاً على أقتراب حسم ملف صفقة القرن التي تريد أن ترى شرقاً أوسطاً خالياً من التعقيدات، وأن تحدد ملامح خريطة الدم، حيث سيغدو الشرق الأوسط، أكثر أمناً مع تفكك الدول القومية التي قامت بعد الاستعمار القديم، وسيكون اكثر توافقاً مع اسرائيل، التي يبدو أن عقودها السبعة باتت محملة تماماً بالتناقضات التي قد تنتهي بالحلم القومي الى الدمار الشامل. يقول الأسدي أيضاً في حديثه لـ ( العراق اليوم)، " لا يمكن الانسياق خلف تفسيرات ميتافيزقية في العلم السياسي، لكن الرؤية الترامبية، يبدو أنها ناتجة عن توهمات محافظة، أو على الأقل، ينطلق منظروها لتفسير الصراع العربي –الاسرائيلي من نظرة إيدلوجية دينية بحتة". فيما يشير الكاتب السياسي أحمد عبد العزيز، الى أن " رؤية امريكا في انهاء الصراع العربي الاسرائيلي، ليست رؤية موقعية، وليست بأبعاد قطرية، أنها رؤية شاملة، يجب ان تشمل كل المنطقة، وأن تكون بتماس مع كل الأطراف التي تشكل تهديداً استراتيجياً لأسرائيل، لذا فأن (العراق في عين العاصفة )، ومهما حاول البعض انكار الحقيقة، سيبدو من الغباء الانسياق خلف التصورات المحضة لطبيعة الصراع السياسي الدائر في العراق". ويضيف عبد العزيز، أن " صفقة القرن تضع العراق في الواجهة، حيث من المؤمل ان ينشأ بين العراق الجديد، وبين الكيان الاسرائيلي علاقات مشتركة". في أواخر أيار/ عام 2019، تحدث القيادي السابق في «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي»، وزير المالية الأسبق باقر الزبيدي، عن دور مفترض للعراق في «صفقة القرن» من خلال أراضيه الغربية، التي صارت «مسرحاً» للقوات الأميركية خلال الفترة الماضية. الزبيدي رأى أن منطقة القائم، غرب البلاد، ستكون «نقطة ارتكاز في المستقبل للمجاميع المسلحة القادمة من الرقة وإدلب والحسكة ودير الزور»، معتبراً أن «هذه التطورات دليلٌ على صلة العراق بصفقة القرن»، موضحاً أن غربيّ الفرات سيكون «وطناً بديلاً للفلسطينيين الذي يتصل بالأردن وبالضفة الغربية». وحذر من أنه، على رغم محاولة جهات سياسية وإعلامية طمأنة الشارع، والتأكيد أن بغداد ليست طرفاً في «الصفقة»، إلا أن «الحقيقة غير ذلك... فبلاد الرافدين هي العمود الفقري للمشروع، لعوامل كثيرة، منها دينية وتاريخية واجتماعية، وهو ما تعدّ له إسرائيل وحلفاؤها في المنطقة ليكتمل خلال عامين». وكانت قناة "روسيا اليوم" الفضائية قد نشرت تقريرًا يكشف عن وجود مخططات أمريكية تسعى لإيجاد وطن بديل لملايين اللاجئين الفلسطينيين، في صحراء الأنبار العراقية. وجاء في تقرير القناة الذي أعده مراسلها في بغداد، أن استمرار الوجود الأمريكي غرب العراق يهدف بحسب مراقبين إلى تنفيذ مخططات تتعدى إنشاء قواعد عسكرية، وذلك وسط الحديث عن رغبة بإنشاء وطن بديل للاجئين الفلسطينيين في صحراء الأنبار ضمن خطط ما تسمى بـ"صفقة القرن".
*
اضافة التعليق