بغداد- العراق اليوم: "لم يحن الوقت بعد، لكنه أقترب"، بهذه العبارة، يلخص باحث في الشؤون الستراتيجية والسياسية، الاستعدادات الأمريكية لمواجهة الضربات الإيرانية المستمرة لها في العراق، وهكذا يقرأ باحثون الأمر على أنه "بداية الجنون، نهاية الهدنة المصطنعة". يقول الباحث علي عبد الجبار في حديث لـ (العراق اليوم)، أن " الأزمة وصلت للذورة الآن، ويبدو الخروج من هذه العقدة، سيكون ولادة لمتغير جذري في شكل الحكم في بغداد، وشكل العلاقة المتأزمة والمزمنة بين بغداد وواشنطن وطهران، بغداد لن يكون موقعها بعد هذه المواجهة، متأرجحاً، بل سيحسم ولائها والى الأبد". ويضيف " ما تصاعد خلال الأسبوع الماضي، أنهى هدنة أمريكية – إيرانية في العراق، أمدها سبعة عشر عاماً كاملة، وأدخل الفريقين الى الساحة الساخنة التي تجنب كلاهما الذهاب اليها كل هذا الوقت، لكن يبدو أن اللاعب الأمريكي ذا الأعصاب البادرة، لم يعد قادراً على مجاراة اللاعب الإيراني ذي النفس الطويل الذي يجيد التفاوض، والصبر على عض الأصابع الذي كان يجري، وها قد وصلا الى نقطة اللا عودة، مع رغبة إيرانية، بالعودة بشكل سريع الى قواعد الإشتباك ما قبل 2 يناير 2020، لكن الأمور ليست هي التي خبروها في عهد الرئيسين السابقين جورج دبليو بوش، وباراك أوباما". فيما يعلق مصدر سياسي لـ " العراق اليوم"، على التصعيد بين طهران وواشنطن في العراق، بأنهُ جاء بعد ما أسمتهُ الإدارة الأمريكية " أستفزازات" متكررة من طهران وحلفائها في العراق، وقد وصلت هذه المرة الى تهديد مستقبل الرئيس ترامب الأنتخابي، وهذا الأمر سيكون مفصليًا في مسيرة الرجل الذي يرفض الأن مجرد التفكير في سيناريو احتمال تركه للسلطة عقب مواجهة الثالث من تشرين الثاني القادم، لذا لا يريد ترامب أي منغص ينغص عليه تحضيراته، حتى لو كلفه أن يخوض حرباً في العراق!". ويشير" تبدو القيادة الايرانية، منقسمة الآن، بين فريقين، الأول يقود التصعيد ويواصله وقد يصل به الى الصِدام المباشر، وفريق يريد أن يضبط الأوضاع، ويتجاوز عقدة ترامب الانتخابية، ويخرج منها بأقل الخسائر الممكنة، وهذا المسعى قد يجد في حلفاء بغداد طريقًا للحل، ولكن كيف سيكون ذلك". يضيف أيضاً، " تبدو زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، الجنرال أسماعيل قاآني الى كربلاء، في مسار ايقاف التصاعد النوعي في عمليات الاستهداف المستمر للمصالح الأمريكية في البلاد، وتبدو أنها عملية تهدئة من طرف إيران، وتأتي رداً على التصعيد غير المسبوق من الجانب الامريكي الذي وصل الى التلويح بأغلاق السفارة الامريكية في بغداد وأغتيال قادة الفصائل المتهمة". وفي هذا الأطار، يبدو أن تحركات الجانب الرسمي العراقي، بدأت تؤشر تصاعداً لدور بغداد في تجنيب نفسها تداعيات مواجهة خطرة، ويبدو أن الزيارة غير المعلنة لوزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين الى طهران قد بدأت في طرح الملف برمته على طاولة المناقشة المباشرة، فأما الصدام المباشر مع طهران، وهذا قد يضيع كل الجهود الإيرانية في العراق، وأما الركون الى تهدئة سريعة تجنب المنطقة تداعيات هائلة، وكلف باهظة لن يتمكن الايرانيون من دفعها. في هذا السياق، قال السياسي الكردي ماجد شنكالي في تغريدة على "تويتر" إن "المعلن عن زيارة وزير الخارجية العراقي إلى طهران هي لزيادة التنسيق والتعاون الأمني والاقتصادي والتجاري بين البلدين، أما غير المعلن وهو الأهم، فكل المعطيات تؤكد أنها لإيصال رسالة أمريكية قوية وواضحة حول التعامل الأمريكي مستقبلا مع تجاوزات الفصائل المسلحة الموالية لإيران".
*
اضافة التعليق